أسس تقييم الأخبار

وتأتي أهمية التفرقة السابقة من حقيقة أن القيم الخبرية لا تعد الأساس الوحيد لاختيار الأخبار الصالحة للنشر.

وبالتالي يجب أن نضع في اعتبارنا أن توافر القيم الخبرية في خبر ما لا يعني أنه صالح للنشر في أي صحيفة أو للإذاعة في أي محطة إذاعة أو تليفزيون. فوسائل الإعلام المختلفة بسبب تنوعها وتنوع أهدافها وتنوع جماهيرها لديها – إلى جانب القيم الخبرية - معايير تحدد على أساسها صلاحية الأخبار للنشر أو للإذاعة. كما أن صفات الخبر لا تعد معياراً من معايير النشر وإنما هي شروط أخلاقية ومهنية ينبغي أن تلتزم بها وسائل الإعلام في نشر الأخبار.

وعلى هذا الأساس فإن القيم الخبرية ليست هدفاً في حد ذاتها، وإنما تعد أحد المعايير المهمة في نشر الأخبار وتأتي أحياناً على رأس هذه المعايير والتي تشمل:

معايير خاصة بالقيم الخبرية.

معايير خاصة بالسياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية.

وقبل أن نتطرق إلى شرح هذه المعايير، ينبغي الإشارة إلى:

1- إن وضع معايير أو شروط لاختيار الأخبار الصالحة للنشر قد نبعت من وفرة الأخبار التي تتدفق على وسائل الإعلام ليلاً ونهاراً، وعدم إمكانية استيعاب الصفحات وساعات الإرسال لكل هذه الأخبار وتتوقف إعمال هذه المعايير على مدى توفر المادة الخبرية لدى وسيلة الإعلام. فكلما زاد عدد الأخبار لدى الوسيلة كلما طبقت هذه المعايير، بدقة وكلما قل التدفق الخبري على الوسيلة كلما تساهلت في إعمال هذه المعايير. ولذلك قد نجد أخباراً منشورة في صحف صغيرة لا تتوافر فيها القيم الخبرية وتضطر الصحيفة لنشرها لملء مساحاتها فقط.

2- إن مهمة الحكم على صلاحية الخبر للنشر، تقتصر - أو يجب أن تقتصر على الإعلاميين المتمرسين كرؤساء الأقسام في الصحف، أو مديري التحرير في الصحف ومحطات الإذاعة والتليفزيون. وفي هذا الإطار فإن الخبر الصحفي الذي تقرؤه في الصباح لا يصل إليك إلا بعد أن يكون قد مر على اكثر من بوابة بداية من المحرر الذي جمعه والمحرر الذي أعاد كتابته وصححه، ورئيس القسم، ومدير التحرير، وربما رئيس التحرير أيضاً. وهذا ما تقول به النظرية الإعلامية الشهيرة، نظرية حارس البوابة أو حراس البوابات ولا شك أن عدد البوابات التي يمر عليها الخبر لتقرير صلاحيته للنشر تختلف من خبر إلى آخر حسب أهميته أو خطورته، كما تختلف من صحيفة إلى أخرى. موضوعه وحسب فالأخبار السياسية التي تتعلق برئيس الدولة أو بموضوعات عسكرية من الطبيعي أن تمر على عدد أكبر من البوابات قبل تقرير نشرها، وفي المقابل فإن الأخبار الرياضية أو الفنية تمر على عدد أقل من البوابات.