الخبر والصحافة الحديثة

أن الخبر هو المادة الأساسية في الصحافة المطبوعة، والخبر هو أصل الفنون الصحفية الحديثة التي تستمد أهميتها لدى القارئ من نشر وتفسير الأخبار.

بقى أن نذكر أن الخبر كان على رأس العوامل التي ساهمت في تطور الصحافة الحديثة. فقد سعت الصحف إلى تحسين أدائها الخبري على الدوام للوفاء باحتياجات القراء المتزايدة إلى الأخبار. وكانت السرعة في الحصول على الأخبار من مصادرها وسرعة نقلها إلى الصحف وسرعة طبعها وسرعة نشرها وتوزيع الصحف على القراء، هي الشغل الشاغل لأصحاب الصحف والصحفيين. وكانت المنافسة بين الصحف على الحصول على الأخبار من أهم دوافع إنشاء وكالات الأنباء كأحد أهم الصناعات المغذية للصحافة في منتصف القرن التاسع عشر. كما كان الخبر والحاجة إليه من أهم العوامل التي ساهمت في نمو وازدهار هذه الوكالات خلال القرن العشرين، هذا النمو الذي أدى إلى تنوعها وتعددها بين وكالات عالمية ووكالات إقليمية ووكالات محلية.

وكان هذا الأمر دافعاً قوياً لاستحداث وسائل جديدة أسرع حسب ظروف كل فترة للحصول على الأخبار ونشرها فقد كانت الصحف في سبيل ذلك تعتمد على الأسرع من وسائل المواصلات ووسائل الاتصال، والأسرع في آلات جمع الحروف وآلات الطباعة حتى وصلنا في العصر الحاضر إلى استخدام الكمبيوتر المزود بالفاكس لنقل الخبر من المندوب أو المراسل من مكان الحدث إلى الصحيفة مباشرة مكتوباً وجاهزاً للطبع ويصل مباشرة إلى كمبيوتر الصحيفة لمراجعته ووضعه في المكان المخصص له على الصفحة، ونقله إلى المطبعة.

كما طورت الصحافة الخبرية فنون التصوير والتصميم والإخراج الصحفي لتلبي حاجتها إلى السرعة في إنتاج الصحيفة حتى تكون قادرة على منافسة وسائل الإعلام الإلكترونية.