بتتبع المراجع العلمية والصحف والمجلات، وحتى الدوريات الأكاديمية، يخيل للمرء أن أنابيب الكربون النانوية اكتشفت حديثا، ولكن الحقيقة غير ذلك. فقد حصل عالمان بريطانيان على براءة اختراع من الولايات المتحدة في عام 1889م عن صناعة أنابيب الكربون الدقيقة، وذلك باستخدام غاز الميثان الذي كان معروفاً آنذاك باسم غاز مارش"، وهي طريقة تشبه إلى حد كبير النظم الصناعية الحالية. وقد نجحوا في إنتاج أسلاك رفيعة جدا من الكربون في حجم الشعرة؛ للإضاءة الكهربية، وهذه الشعيرات الكربونية تعود إلى شكلها الأصلي بعد ثنيها ولفها في أشكال متعددة. ولم تكن تلك المحاولة الحالة الوحيدة التي عرف فيها العالم الكربون نانوتيوب، ففي عام 1960م. والتاريخ الحقيقي لاكتشاف أنابيب الكربون النانوية بدأ في عام 1970م، وذلك عندما كان العالم الياباني إندو (Morinobu Endo) يحضّر خيوط الكربون (41).

وإذا نظرنا من الناحية التاريخية، لوجدنا أن اكتشاف جزيء الكربون المسمى التركيب "شبيه القفص، والذي أطلق عليه الفوليرين، وسمي بعد ذلك «كربون ستون C60 . ا من الباحث سمولي ((Smalley، وفريقه في الوليات المتحدة الأمريكية، وكذلك العالم كروتو (Kroto)، وفريق بحثه في بريطانيا في عام 1985م ، كان له الفضل في اكتشاف أنابيب النانو الكربونية CNTS.

شكل رقم (1) العالم الكيميائي ريتشارد سمولي .

وبعد ذلك التاريخ توالت الأبحاث من أجل دراسة واكتشاف تركيبات جديدة للكربون، وفي عام 1991م، أنتج الباحثون اليابانيون بمعمل الإلكترونيات بمدينة تسوكوبا اليابانية في شركة "إن إي سي ( NEC) بقيادة العالم سوميو إيجيما (Sumio lijima) أنابيب الكربون النانوية، وجاء اكتشاف إيجيما ورفاقه بعد سنوات قليلة من مفاجأة اكتشاف شكل جديد لذرة الكربون على الشكل البيضاوي، وبعد نشر الكتاب المثير للعالم الأمريكي إريك دريكسلر (Eric Drexler) الذي بعنوان ماكينات الإبداع ولحظ سوميو إيجيما (Sumio lijima) خلال تحضيره تركيبات جزيئات الكربون تكون جزيئات كربونية ذات أشكال أنبوبية مفرغة ومغلقة بتركيبات ذات شكل نصف كروي، حيث استخدم في تحضيرها تقنية القوس الكهربي Direct-current are discharge) وقطبين كربونيين مغمورين في غاز الهليوم عند درجة حرارة تبلغ 3000 درجة مئوية، وقد أطلق على هذه الأنابيب بعد ذلك: أنابيب النانو الكربونية.

وجدير بالذكر أن هذه الأنابيب التي اكتشفت في عام 1991م هي أنابيب النانو الكربونية متعددة الجدار، والتي يطلق عليها باللغة الإنجليزية Multi-Walled Carbon Nanotubes ، ويرمز لها اختصارًا (MWCNTS) ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل في عام 1993م حضر الباحث الياباني نفسه أنابيب النانو الكربونية وحيدة الجدار، أو ما يسمى باللغة الإنجليزية Single-walled Carbon Nanotubes ، ويرمز لها اختصارا (SWCNTS) وفي العام نفسه تمكن العالم دونالد بثيون (Donald Bethune) من شركة تكنولوجيا الحاسبات في الولايات المتحدة الأمريكية من رصد نانوتيوب مكونة من طبقة واحدة

(single-wall) يبلغ قطرها 12 نانومتر .