يتسبب الطاعون Plague بواسطة بكتريا اليرسينية الطاعونية Yersinia pestis والمرض معروف في العصور الوسطى باسم الموت الأسود وذلك لأنه كثيرا ما يؤدي إلى غرغرينا gangrene واسوداد أجزاء مختلفة من الجسم. وينتج عن هشاشة الشعريات الدموية Capillary fragility نزيف في الجلد الذي يؤدي أيضا إلى بقع سوداء.

وتعتبر بكتريا Yersinia pestis متعددة الاشكال pleomorphic، سالبة لكرام، تصبيغها ثنائي القطب bipolar staining لاهوائية اختيارية، غير متحركة عصوية، درجة الحرارة المثلى لنموها هي 28 درجة مئوية، كما وتعتبر من المتطفلات الداخل خلوية الاختيارية.

الشكل (1) مستعمرات بكتريا الطاعون كما تظهر على معظم الاوساط الزرعية شبيه بالبيض المقلي

 الوبائية والانتقال والاعراض

هنالك ثلاث جوائح موثقة للطاعون (الموت الأسود) كانت مسؤولة عن وفاة مئات الملايين من الناس واليوم ما زالت هنالك اصابات متفرقة تحدث، وظهر الطاعون ايضا في الحيوانات في عدد من الولايات الغربية في الولايات المتحدة وكان في مجموعة من القوارض الصغيرة والحيوانات آكلة اللحوم التي تتغذى على هذه القوارض

يصاب البشر عن طريق براغيث القوارض الناقلة أو عن طريق الاتصال مع الحيوانات المصابة. يكتسب البرغوث بكتريا pestis .Y. خلال وجبة الدم من القوارض المصابة. وتفقد هذه البكتريا محفظتها وتتكاثر في الأمعاء وتغلق بصورة جزئية مقدمة المعدة proventriculus. واثناء ما تتغذى البراغيث على الانسان المضيف تقذف بعض الخلايا البكتيرية في الجرح الناشئ. هنا سوف تتبلعم وتتدمر الخلايا البكتيرية الغير مغلفة بالمحفظة من قبل الخلايا العدلة.  مع ذلك سوف تمتص مجموعة صغيرة من هذه الخلايا البكتيرية من قبل الخلايا النسيجية histiocytes الغير قادرة على قتلها وبالتالي ستسمح لها بإعادة تصنيع محفظتها والتضاعف .عندما تتحرر الخلايا البكتيرية المغلفة بالمحفظة من الخلايا النسيجية تكون مقاومة لعملية البلعمة والقتل من قبل الخلايا العدلة وينتج عن هذه الحالة انتشار الاصابة الى قنوات العقد اللمفاوية draining lymph nodes والتي ستصبح ساخنة ومتورمة وطرية وحساسة ونازفة تعطي فرصة لنشوء ادبال buboes سوداء ومن هنا اشتق اسم مرض الطاعون الدبالي bubonic plague، وتنتشر البكتريا في غضون ساعات الى الكبد والطحال والرئتين مما يؤدي إلى حصول الالتهاب الرئوي.

الشكل (2) ذكر البرغوث Xenopsylla cheopsis الناقل للطاعون

بينما في جهاز الدوران تسبب هذه البكتريا تخثر منتشر داخل الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تكون جلطات داخل الأوعية الدموية وآفات ارجوانية في جميع أنحاء الجسم. وإذا لم يعالج المريض من الاصابة سيكون معدل الوفاة لديه مرتفع جدا حتى 90% وتزفر البكتريا في قطرات السعال لتصيب بشر آخرين على مقربة من المريض وتسبب لهم الطاعون الرئوي pneumonic plague ، والذي من الصعب السيطرة عليه ويصل معدل الوفيات به حتى 100%.

الشكل (3) اصابات العقد اللمفاوية بالطاعون

شكل (4) الغرغرينة المتسببة بواسطة بكتيريا الطاعون

الامراضية

هنالك عوامل عديدة تلعب دورا مباشرا وغير مباشر في امراضية بكتريا Y. pestis منها الاستجابة المنخفضة للكالسيوم Low calcium response (lcr) وهذه مسئول عنها جين بلازميدي يُمكن البكتريا من النمو في بيئة (داخل خلوية) منخفضة ايونات الكالسيوم ⁺⁺Ca. كما تنسق انتاج عوامل ضراوة عديدة اخرى مثل V و W و yops (وهن بروتينات بكتريا اليرسينيا الخارجية). حيث ان بروتينات V و W يشفر لها من قبل جينات بلازميدية مرتبطة بعملية التكاثر السريع والتسمم الدموي بينما Yops هي مجموعة من 11 بروتين يشفر لها ايضا من قبل جين بلازميدي مهمة في امراضية القوارض ومسئولة عن سمية الخلايا cytotoxicity وتثبط هجرة الخلايا البلعمية والتبلعم وتكتل الصفائح الدموية. ومستضد الغلاف (1-F) وهو عبارة عن معقد بروتيني - متعدد السكريات مضاد لعملية البلعمة والذي يعبر عنه بدرجة عالية حتى 37م في اللبائن المضيفة ولكن ليس في البراغيث. وهنالك ايضاً انزيم التجلط ومنشط مولد البلازمين وكلا من هذه البروتينات يشفر لها من قبل جينات بلازميدية. حيث ان انزيم التجلط Coagulase مسئول عن تكوين الجلطة الدموية الصغرى في حين ان منشط مولد البلازمين plasminogen activator يعزز انتشار البكتريا، بل ايضا تدمر العامل المتمم C3b على سطح الخلية البكتيرية وبالتالي تضعف عملية البلعمة.

التشخيص

يستند التشخيص على مظهر الدبال buboes. ويتم تأكيد التشخيص بزراعة رشفات العقد اللمفاوية. وهنا يجب التنبيه على التعامل بحذر مع العينات لإنها شديدة العدوى.

الوقاية والعلاج

الاساس في العلاج هي تواجد المريض في المستشفى مع العزلة التامة، مع العلاج بالمضادات الحيوية الفعالة جدا مثل الستربتومايسين Streptomycin والتتراسايكلين tetracycline. كما ان اللقاح الفعال للخلايا المقتولة بالفورمالين متاح وينصح به فقط مع الاشخاص الأكثر عرضة لمخاطر الاصابة. ويستوجب هذا المرض الحجر الصحي والابلاغ عن الحالات إلزاميا وتعتمد السيطرة على مرض الطاعون في المدينة اساسا على السيطرة على البرغوث والقوارض.