وهي عبارة عن عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها الفرد، وتحســب مـــن خلال جداول الحياة، أو من خلال دراسة معدلات الوفيات في كل فئة عمرية وتحسب في جانب الذكور والإناث على حدة. ويتضح من استقراء سنوات العمر المتوقع عند الميلاد إنها في تزايد مستمر، وقد بلغت خلال الخمسين عاماً الماضية عاماً. حيث ارتفعت من 47 إلى 67 سنة بين عامي 1955 و 2005، إلا أن معدل الزيادة اكبر وأسرع في الدول النامية بالمقارنة بالدول المتقدمة حيث بلغت 23 سنة في الأولى و 11 سنة فى الثانية، خلال نفس الفترة المشار إليها، ويرجع ذلك إلى تزايد الاهتمام بمستويات المعيشة والتقدم الصحي والتعليمي والاقتصادي والاجتماعي في كل من الدول النامية والمتقدمة، ويبدو أن الدول النامية اختزنت الفترة الزمنية لتزايد العمر المتوقع عند الميلاد مستفيدة بذلك من خبرة الدول المتقدمة في مقاومة الأمراض والتقدم الطبي الذي حدث فيها خلال سنوات طويلة. وبالرغم من الزيادة الكبيرة التي تحققت في سنوات العمر المتوقع عند الميلاد في الدول النامية، إلا أنها أقل من الدول المتقدمة بـ 11 عاماً، حيث تبلغ في الأولى 15 عاماً وفي الثانية 76 عاماً، كما يتضح أن العمر المتوقع عند الميلاد لدى الإناث أعلى من الذكور، ويصل الفرق بينهما إلى سبع سنوات في الدول المتقدمة وأربع في الدول النامية، وينعكس هذا الفارق على زيادة الأرامل من النساء بالمقارنة بالذكور وخاصة في الفئات العمرية المتأخرة .

أما التباينات على مستوى القارات،  فأقصاها في أمريكا الشمالية 78 سنة، وأدناها في أفريقيا 52 سنة، وعلى مستوى الدول تحتفظ اليابان بأعلى سنوات للعمر المتوقع عند الميلاد 82 سنة تزيد إلى 85 للإناث، ونقل إلى 78 سنة للذكور، وأقل سنوات العمر المتوقع في أوربا في إقليمها الشرقي 69 سنة، بل إنه بين الذكور يتساوى مع متوسط الدول النامية 63 سنة، وتتشابه بقية أقاليم للقارة في متوسط العمــــر المتوقع 79 سنة، وأعلى متوسط للعمر المتوقع على مستوى قارة آسيا في إقليمها الشرقي 73 سنة وأدناه فى جنوب وسط القارة 62 سنة، وفي إفريقيا فإنه فيما عدا إقليمها الشمالي الذي يصل فيه المتوسط إلى 68 سنة فإن بقية أقاليم القارة مازالت دون الـ50سنة، ومن المفارقات الصارخة في قارة أفريقيا نجد أن أعلى سنوات للعمر المتوقع في ليبيا 76 سنة أكبر من ضعف مثيله في ثلاث دول إفريقية وهي بتسوانا وليسوتو وسوازيلاند 35 سنة ، وهي أدناها على مستوى القارة.