أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-17
![]()
التاريخ: 2024-10-16
![]()
التاريخ: 21/11/2022
![]()
التاريخ: 2024-07-02
![]() |
يقول تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [البقرة: 53]
إن ذكر نعمة الكتاب في آية منفصلة عائد إلى الآثار والبركات المادية والمعنوية والدنيوية والأخروية الجمة لها.
فالكتب السماوية هي بعنوان "الفرقان"، ووسيلة لتشخيص الحق من الباطل من جهة: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: 48] ، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1]، وهي بعنوان "الضياء" و"الهداية" و"النور"، أي الواسطة التي تنير الدرب للسير نحو الهدف النهائي من جهة أخرى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء:48] ، {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174] ، {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ} [المائدة: 44] و {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 46]. كما أن الكتب السماوية هي "ذكر" يوقظ الناس وينقذهم من الغفلة والجهالة من جهة ثالثة {وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء:48] ، {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} [الطلاق:10]
وقد وردت في القرآن الكريم تعابير كثيرة أخرى من قبيل: "شفاء" و"رحمة" و.... الخ ممّا يبيّن البركات المعنوية للكتب السماوية.
من ناحية أخرى فقد عُد العمل بالكتاب وإقامة أحكامه في المجتمع الإنساني بأنه المقدمة والممهد لنزول بركات السماء المادية والمعنوية ونماء خيرات الأرض: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66]
وإن جملة {لأكلوا من فوقهمْ وَمَنْ تَحْت أرجلهم ...} تشمل الأرزاق المعنوية كالعلم والمعرفة أيضاً؛ حيث روي عن أبي جعفر (عليه السلام) في ذيل الآية: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: 24] أن المقصود من الطعام هو "العلم" وأن على الإنسان أن ينظر ممن يأخذ علمه (1) .
القرآن الكريم، وكما يعتبر العمل بالكتاب منشأ للبركات المادية والمعنوية، فهو يرى أن الانفلات من أوامره هو مدعاة لمحرومية الإنسان تلك البركات والعامل لسقوطه من أفق الإنسانية؛ أي إنّه في الوقت الذي يحتوي على تبشير ووعد فإنّه ينطوي أيضاً على إنذار ووعيد؛ كما يقول عز من قائل: هناك قوم بدلاً من أن يحملوا التوراة ويعملوا بموجبها ويجنوا نعمها المادية والمعنوية فإنهم كالحمير يحملون أثقال غيرهم: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة:5] بالطبع إن الوعيد هنا لا يختص باليهود التاركين للتوراة، بل إنه يشمل النصارى النابذين للإنجيل والمسلمين التاركين للقرآن أيضاً؛ خصوصاً من جهة أنه في مسألة البشارة والوعد فقد ذكرت الكتب الثلاثة والأقوام الثلاثة إلى جانب بعضها؛ لأنه بعد الآية التي تأتي على ذكر الإنجيل والتي قد مر ذكرها: وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 46]. يقول سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] ، وفي ذلك قرينة على أنه حتى فيما يتعلق بالوعيد والإنذار فإن كلاً من الكتب الثلاثة والأقوام الثلاثة له نفس الحكم.
______________________
1. عن أبي جعفر في قول الله عزّ وجل: فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ قال، قلت: ما طعامه؟ قال: "علمه الذي يأخذه عمَّن يأخذه"، الكافي، ج 1، ص 50؛ والبرهان في تفسير القرآن، ج 8 ، ص 214.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|