أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015
![]()
التاريخ: 22-01-2015
![]()
التاريخ: 21-01-2015
![]()
التاريخ: 25-01-2015
![]() |
يُستشف من بعض الآيات والروايات أن للعدد أربعين خصوصية لا تتوفّر في الأعداد الأخرى، وإن كان كل عدد يتميز بميزة خاصة؛ نظير ما جاء بخصوص قصة خلق آدم حيث قال تعالى في الحديث القدسي:
"خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا" (1)، أو إن الجسد الشريف لهذا النبي بقي أربعين عاماً مصوراً بعد خلقه ومن ثم نفخت فيه الروح (2)، أو إنه عندما أخرج من الجنة بقي أربعين صباحاً ساجداً يبكي، أو نظير ما نقله المحدثون من الشيعة والسنة عن تأثير حفظ أربعين حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً ينتفعون بها في أمر يوم القيامة فقيهاً عالماً" (3)، بمعنى أن يكون الحفظ لنفع دينهم بعثه الله للأمة لا لمنفعته الشخصيّة، إما عن طريق تبيينها للناس أو عن طريق تطبيقها عملياً في المجتمع .(4)
وكذلك من قبيل الحديث النبوي المعروف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من طرق شتى ألا وهو من أخلص لله أربعين يوماً فجر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" (5)، فالذي يقضي ساعاته بالإخلاص خلال أربعين يوماً فإن ينابيع الحكمة ستتدفق من قلبه لتجري على لسانه (وقلمه)، أما المقصود من الإخلاص في جملة: "من أخلص الله أربعين .... فناهيك عن الإخلاص في الأعمال اليوميّة، فإنّه يشمل قيام الليل وكما يُستفاد من الآيتين: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6] و {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} [الإنسان:26] فإنه ينبغي للإنسان المؤمن أن يعد برنامجاً طويل الأمد للتسبيح ليلاً.
أمثال هذه الأحاديث مضافاً إليها الآية مورد البحث تدل على أن للمداومة على العمل الصالح والخالص لفترة أربعين يوماً متواصلة وبركات خاصة. وبالطبع فمن الجدير بالذكر أن هذه المسألة لا أن لتأثير الارتياض والعمل لمدة أربعين ليلة أو أربعين نهاراً حالة بسيطة لا تظهر إلا في الليلة أو النهار الأربعين، بل مما لا شك فيه أنه في كل يوم أو ليلة يقضيها الإنسان بإخلاص ينكشف له جانب من الألطاف الإلهيّة الخاصة ويُزاح من أمامه حجاب من الحجب الظلمانية الأربعين (6)، وإن ما يحصل في الليلة أو اليوم الأربعين ما هو إلا تمام الأثر وكمال الفيض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تفسير روح البيان ج1، ص99
2. تفسير الصافي، ج1، ص95
3. عوالي اللآلي، ج 4، ص 79؛ وبحار الأنوار، ج 2، ص 156.
4. يُستنتج من هذه الرواية أن المهم هو أن يُحشر" الإنسان فقيهاً . يوم القيامة؛ أي أن الملكة العلميّة عنده بحيث لا تزول بضغوط الموت وعذاب القبر والبرزخ كما تبعث بعض الشدائد والأمراض (كالحصبة) على نسيان معظم المعلومات. لذا فإن الذي يُحشر فقيهاً فإنّه يحوز على حق الشفاعة للمجرمين، وإن السبب الباعث على بقاء الأحاديث المحفوظة هو العمل بفحواها. ومن الممكن أن يشكل الإكثار من تدريس علم معين سبباً لتحوله إلى ملكة، لكن ما لم يعمل المرء به فإنّه يختفي من ذاكرة الإنسان بضغطة الموت على هذا الأساس، فإن القرآن الكريم يجعل من الإتيان بالحسنة عند المعاد معياراً للحصول على الثواب المضاعف عليها: مَنْ جَاءَ بالحَسَنَة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها ، (سورة الأنعام، الآية 160). بالطبع فهذا إنما يصح إذا كانت الآية شاملة لظرف القيامة وهو أمر غير مستبعد وذلك بقرينة مجيء العبارة: ﴿وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) في آخرها.
5. عدة الداي، ص266، وبحار الانوار، ج67، ص249 .
6. في مباحث السير والسلوك قسم أرباب العرفان الحجب والموانع إلى أربعين قسماً لا تعدو أن تكون الأعمال الطالحة للمرء؛ كما ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي: "إنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك"، (مفاتيح الجنان).
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|