أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2014
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]() |
المفعول له: اعلم أن المفعول له لا يكون إلا مصدراً ولكن العامل فيه فعل غير مشتق منه، وإنما يذكر لأنه عذر لوقوع الأمر (1) نحو قولك: فعلت ذاك حذار الشر، وجئتك مخافة فلان، «فجئتك» غير مشتق من «مخافة» فليس انتصابه هنا انتصاب المصدر بفعله الذي هو مشتق منه نحو «خفتك» مأخوذة من مخافة، وجئتك ليست مأخوذة من مخافة فلما كان ليس منه أشبه المفعول به الذي ليس بينه وبين الفعل نسب .
قال سيبويه : إن هذا كله ينتصب لأنه مفعول له كأنه قيل له: لم فعلت كذا وكذا؟ فقال: لكذا وكذا، ولكنه لما طرح اللام عمل فيه ما قبله(2)، ومن ذلك : فعلت ذاك أجل كذا وكذا وصنعت ذلك ادخار فلان قال حاتم (3) : / 227 .
وأغْفِرُ عَوْرَاء الكَرِيمِ ادْخَارَهُ وأصْفَحُ عَنْ شَم اللثيم تَكَرُمَا (4)
وقال الحرث بن هشام :
نَصفُحْتُ عَنْهُم والأحِبَّةُ فِيهِمُ طمعاً لَهُم بِعِقَابِ يَوْمٍ مُفسد(5)
وقال النابغة :
وحَلَّتْ بُيُوتِي فِي يَفَاع مُمَنع يُخَالُ به راعي الحمولة طائرا
جداراً عَلَى أَنْ لا تُصَابَ مقادتي ولا نسوتي حَتى يَمُتن حرائرا(6)
وقال العجاج :
يَركَبُ كُل عَاقِرِ جُمهورٍ مَخافَةٌ وزَعَلَ المَحبُورِ(7)
يصف ثور الوحش، والعاقر هنا: الرملة التي لا تنبت، أي: يركب هذا الثور كل عاقر مخافة الرماة والزعل النشاط أي يركب خوفاً ونشاطاً، والمحبور المسرور.
واعلم أن هذا المصدر الذي ينتصب لأنه مفعول له يكون معرفة ويكون نكرة كشعر حاتم، ولا يصلح أن يكون حالا كما تقول: جئتك مشياً لا يجوز أن تقول: جئتك خوفاً ، تريد : خائفاً وأنت تريد معنى للخوف، ومن أجل الخوف، وإنما يجوز: جئتك خوفاً إذا أردت الحال فقط أي : جئتك في حال خوفي، أي : خائفاً، ولا يجوز أيضاً في هذا المصدر الذي تنصبه نصب المفعول له أن تقيمه مقام ما لم يسم فاعله / 228 قال أبو العباس - رحمه الله - : أبو عمر (8) يذهب إلى أنه ما جاء في معنى لو كذا لا يقوم مقام الفاعل، ولو قام مقام الفاعل الجاز: سير عليه مخافة الشر، فلو جاز: سير فيه المخافة لم يكن إلا رفعاً فكان مخافة وما أشبهه لم يجىء إلا نكرة.
فأشبه مع خرج مخرج مع لا يقوم مقام الفاعل نحو الحال والتمييز، ولو جاز لما أشبه مخافة الشر» أن يقوم مقام الفاعل الجاز سير بزيد راكب، فأقمت راكباً» مقام الفاعل، ومخافة الشر، وإن أضفته إلى معرفة فهو بمنزلة «مثلك وغيرك، وضارب زيد غداً نكرة.
قال أبو بكر: وقرأت بخط أبي العباس في كتابه: أخطأ الرياشي (9) في قوله : مخافة الشر ونحوه «حال» أقبح الخطأ، لأن باب لـ «كذا يكون معرفة ونكرة، وهذا خلاف قول سيبويه، لأن سيبويه بجعله معرفة ونكرة إذا لم تضفه أو تدخله الألف (10)/ 229 واللام كمجراه في سائر الكلام لأنه لا يكون حالا، قال سيبويه : حسن فيه الألف واللام لأنه ليس بحال فيكون في موضع فاعل حالا، وأنه لا يبتدأ به ولا يبنى على مبتدأ (11) لأنه عنده تفسير لما قبله وليس منه . وأنه انتصب كما انتصب الدرهم في قولك عشرون درهماً.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكتاب 1/ 184 قال سيبويه : هذا باب ما ينتصب من المصادر لأنه عذر لوقوع الأمر فانتصب لأنه موقوع له ولأنه تفسير لما قبله ثم كان وليس بصفة لما قبله، ولا منه فانتصب كما انتصب الدرهم في قولك : عشرون درهماً وذلك قولك. فعلت ذاك حذار الشر. وفعلت ذاك مخافة فلان وادحار فلان.
(2) انظر الكتاب 1 / 185 - 186 .
(3) انظر الكتاب 2 / 184 ونص سيبويه وفعلت ذاك مخافة فلان وادخار فلان.
(4) من شواهد سيبويه جـ 1 / 184 و 464 على نصب الادخار والتكرم على المفعول له والتقدير لادخاره وللتكرم. فحذف حرف الجر ووصل الفعل ونصب. والعوراء الكلمة القبيحة أو الفعلة .
يقول: إذا جهل على الكريم احتملت جهلة إبقاء عليه وادحاراً له، وإن سبني اللثيم أعرضت عن شتمه إكراماً لنفسي . وانظر المقتضب 348/2 . والكامل /165 وشرح السيرافي 109/2، والنوادر / 110 ، ومعاني القرآن 5/2 وشروح سقط الريد/619، وابن يعيش 54/2، وديوان حاتم / 108.
(5) من شواهد سيبويه جـ 185/1 على نصب طمعاً على المفعول له. يقول هذا معتذراً من فراره يوم قتل أبو جهل أخوه ببدر، وهو من أحس الاعتذار فيما يأتيه الرجل من قبيح الفعل أي لم أفر حبنا ولم أصفح عهم خوفاً وضعفاً ولكن طمعاً في أن أعدلهم وأعاقبهم بيوم أوقع بهم فيه فتفسد أحوالهم. انظر شرح السيرافي 310/2 وابن يعيش 89/2
(6) من شواهد سيبويه 185/1 على نصب حذاراً على المفعول له اليفاع : ما ارتفع من الأرض والحرائر : جمع حرة على غير قياس وقيل: واحدتها حريرة بمعنى حرة وهو غريب والحمولة : الإبل التي قد أطاقت الحمل. يقول: من أجل حذاري أن تصاب مقادتي. أي لئلا أقاد إليك أنا ونسوتي نزلت هذا الجبل.
والبيتان من قصيدة للنابغة الذبياني يقولها للنعمان وكان واجداً عليه وانظر شرح السيرافي 110/2 وشرح ابن يعيش جـ 54/2 ، والتهذيب للأزهري جـ 91/5، والديوان / 40 .
(7) من شواهد سيبويه 185/1 على نصب مخافة» وزعل وعلى أنهما مفعولان لأجله وهذا رجز للعجاج. وانظر شرح السيرافي ،110/2 والتمام في تفسير اشعار هذيل: 89 والاقتضاب للبطلوسي : 220 وابى يعيش 54/3 والخزانة 488/1، وديوان
العجاج / 28 .
(8) أي : الجرمي. وقد مرت ترجمته / 116 من الأصل.
(9) أبو العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي مولى محمد بن سليمان بس علي، قرأ على المازني، وكان عالماً بالرواية واللغة والشعر. مات سة 2570 هـ ترجمته في إنباه الرواة 368/2 ، المنتظم 5/5 - 6 وبغية الوعاة 275 وإشارة التعيين ورقة (23).
(10) الكتاب 1/ 184 - 185 .
(11) الكتاب 186/1 وجـ 1 / 184 .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
ملاكات العتبة العباسية المقدسة تُنهي أعمال غسل حرم مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وفرشه
|
|
|