أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
![]()
التاريخ: 25-09-2014
![]()
التاريخ: 6-12-2015
![]()
التاريخ: 2025-02-26
![]() |
معنى قوله تعالى : لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً
قال تعالى : {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة : 7، 8].
قال الشيخ الطبرسيّ : لما أمر سبحانه بنبذ العهد إلى المشركين ، بين أن العلة في ذلك ما ظهر منهم من الغدر ، وأمر بإتمام العهد لمن استقام على الأمر ، فقال : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ أي : كيف يكون لهؤلاء عهد صحيح مع إضمارهم الغدر والنكث ! وهذا يكون على التعجب ، أو على الجحد ، ويدل عليه ما روي أن في قراءة عبد اللّه : كيف يكون عهد عند الله ولا ذمة فأدخل الكلام ( لا ) لأن معنى الأول جحد أي : لا يكون لهم عهد . وقيل : معناه كيف يأمر اللّه ورسوله بالكف عن دماء المشركين ، ثم استثنى سبحانه ، فقال : إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أي : فإن لهم عهدا عند اللّه ، لأنهم لم يضمروا الغدر بك ، والخيانة لك .
واختلف في هؤلاء من هم ، فقيل : هم قريش ، وقيل : هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول اللّه يوم الحديبية ، فلم يستقيموا ، ونقضوا العهد بأن أعانوا بني بكر على خزاعة ، فضرب لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعد الفتح أربعة أشهر ، يختارون أمرهم : إما أن يسلموا ، وإما أن يلحقوا بأي بلاد شاؤوا ، فأسلموا قبل الأربعة أشهر . . .
وقيل : هم من قبائل بكر : بنو خزيمة ، وبنو مدلج ، وبنو ضمرة ، وبنو الدئل ، وهم الذين كانوا قد دخلوا عهد قريش يوم الحديبية إلى المدة التي كانت بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وبين قريش ، فلم يكن نقضها إلا قريش وبنو الدئل من بكر فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن له نقض إلى مدته . وهذا القول أقرب إلى الصواب ، لأن هذه الآيات نزلت بعد نقض قريش العهد ، وبعد فتح مكة .
{ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ } معناه : فما استقاموا لكم على العهد ، أي : ما داموا باقين معكم على الطريقة المستقيمة ، فكونوا معهم كذلك . {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } للنكث والغدر ، كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ : ها هنا حذف ، وتقديره : كيف يكون لهم عهد ، وكيف لا تقتلونهم ، وإنما حذفه لأن ما قبله من قوله : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ يدل على ذلك ، ومثله قول الشاعر يرثي أخا له قد مات .
وخبر تماني أنما الموت بالقرى * فكيف وهاتا هضبة وقليب « 1 »
ومعناه : كيف يكون لهؤلاء عهد عند اللّه ، أو عند رسوله ، وهم بحال أن يظهروا عليكم ، ويظفروا بكم ، ويغلبوكم لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً أي :
لا يحفظوا ، ولا يراعوا فيكم قرابة ، ولا عهدا . والإل : القرابة . وقيل :
العهد . وقيل : الجوار . وقيل : الحلف . وقيل : أن الإل اسم اللّه تعالى ، وروى أن أبا بكر قرئ عليه كلام مسيلمة ، فقال : لم يخرج هذا من إل ، فأين يذهب بكم ؟ ومن قال إن الإل هو العهد ، قال : جمع بينه وبين الذمة ، وإن كان بمعناه ، لاختلاف معنى اللفظين ، كما قال : « وألفي قولها كذبا ومينا » وقال : « متى أدن منه ينأ عني ويبعد » .
{ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ } معناه : يتكلمون بكلام الموالين لكم
لترضوا عنهم ، وتأبى قلوبهم إلا العداوة ، والغدر ، ونقض العهد . وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ أي متمردون في الكفر والشرك . وقال الجبائي : أراد كلهم فاسقون ، لكنه وضع الخصوص موضع العموم . وقال القاضي : معناه أكثرهم خارجون عن طريق الوفاء بالعهد ، وأراد بذلك رؤساءهم « 2 » .
______________
( 1 ) قائله : كعب بن سعد الغنوي . والهضبة : الجبل ، الرابية .
( 2 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 18 . بتصرف .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|