إذا كانت اللقطات الصوتية المرئية في التليفزيون تشبه الصورة الصوتية الواقعية Actuality في الراديو، فإن اللقطة التقريرية مساوية للتقرير الوصفي أو التحليلي في الراديو، ففي بعض الأحيان يظهر المندوب على الشاشة وهو واقف في مكان الحدث ويدلى بتقريره عن بعض جوانب هذا الحدث، ويطلق على اللقطات التقريرية هذه Stand Ups لأنها تظهر المندوب واقفا في موقع الحدث.

وتعد هذه اللقطات في مكان الحدث، حيث يفضل أن يرتجل المندوب تقريره من الذاكرة بدون الاستعانة بأوراق يقرأ منها ، ولذلك يجب عليه أن يحفظ غيباً ما يريد قوله قبل أن يلقيه أمام الكاميرا؛ ولأنه يتم تسجيل اللقطات التقريرية في الموقع، فإن ذلك يعني أنه لن يتم كـتـابـة بقية القصة الإخبارية قبل الرجوع إلى مبنى التليفزيون. ويلقى ذلك عبئاً ثقيلاً على المندوب لأن عليه أن يسجل تقريره أمام الكاميرا قبل الانتهاء من كتابة القصة الإخبارية بالكامل.

يستتبع ذلك أن تحتـوى اللقطات التقريرية على عناصر قليلة فقط من القصة الإخبارية، لأنه لو كان يحتوي على جميع العناصر فإن مهمة الإعداد في مكان الحدث تصبح مستحيلة تماماً حيث لا تتوافر الظروف الملائمة لذلك. كما سيكون من أصعب الأمـور أن نجعـلـه يـتـوافق تماماً مع بقية القصة الإخبارية التي يتم إعدادها في شكلها النهائي واعتمادها في الإدارة، ناهيك عن صعوبة حفظ التقرير بأكمله لكي يتمكن من ارتجاله أمام الكاميرا. وتستلزم هذه الاعتبارات كلها أن تتسم اللقطات الإخبارية بالبساطة من حيث المحتوى.

وتكمن قيمة اللقطات التقريرية في إثبات تواجد المحطة في مكان الحدث، ولذلك يسمح للمندوب باستخدام صبغة المتكلم المفرد كما هو الحال في التقارير الوصفية الخاصة بالراديو، ويقوم بعض المندوبين بتسجيل أكثر من لقطة تقريرية في نفس الوقت للحدث الواحد حيث يتم التأكيد على عناصر مختلفة في كل مرة. ويساعد ذلك على اختيار أنسب تسجيل منها من ناحية توافقه مع الشكل النهائي الذي ستذاع عليه القصة الإخبارية على الشاشة. والجهد الإضافي هذا الذي يقوم به المندوبون يهدف إلى ضمان إذاعة القصص الإخبارية التي قاموا بتغطيتها، إذ لو اقتصروا على تقديم تسجيـل واحد فقد لا يتوافق مع منظور المسئولين في إدارة الأخبار للعرض.

ولأن اللقطات التقريرية يجب أن تتسم بالبساطة الشديدة -كما أشرنا - فإن عرضها على الشاشة يستغرق فترة قصيرة قد لا تزيد عن عشرين ثانية أو نصف دقيقة في أفضل الأحوال. وقد يتطلب الأمر أحياناً أن تزيد المدة عن ذلك إذا كان الخبر يتصف بشيء من التعقيد ويحتاج بذلك إلى شرح وتفسير كافيين.

ويعتبر المندوب هو العنصر الرئيسي في اللقطات التقريرية، وهو في ذلك يشبه قارئ النشرة من حيث عدم استغلال إمكانيات الوسيلة حيث إنه ليس لظهور أيهما أمام المشاهدين قيمة إخبارية أو إضافة للحدث. ولذلك يجب إدخال عنصر بصري آخر حتى تكون الصورة أكثر جاذبية، ويتم ذلك باختيار الخلفية بعناية، فإذا كان موضوع التقرير يتناول أحد المؤتمرات مثلاً، فإن على المندوب أن يواجه الكاميرا وظهره إلى قاعة الاجتماعات التي يعقد فيها هذا المؤتمر، وإذا كان الموضوع متصلاً برئيس الدولة فإن مبنى الرئاسة كخلفية يؤدي الغرض.

ويستخدم الزووم بكثرة في اللقطات التقريرية، فإذا كان المندوب يتحدث عن مظاهرة، فإنه يبدأ بلقطة نصفية Medium Shotللمندوب ثم تتسع اللقطة بالتدريج Zoom out لتظهر صورة المتظاهرين، أو قد يتم العكس، فقد يبدأ المشهد بلقطة عريضة Long Shotلمكان الحـدث بـأكمله ثم تضيق الـصـورة بـالـتـدرج Zoom in يبدأ المندوب في شغل مساحة أكبر من الشاشة وهو يلقى تقريره.