أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2020
![]()
التاريخ: 7-8-2020
![]()
التاريخ: 14-8-2020
![]()
التاريخ: 11-8-2020
![]() |
هاشم المرقال نقيض أبيه وعكس عمه
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال الزهري رضي الله عنه، صحابي جليل، وخطيب مُفَوَّهٌ وبطلٌ شجاع ، وشيعيٌّ صلب .
كان ضخم الجثة بطلاً ، قائداً في معركة أجنادين في فتح فلسطين ، ومعركة اليرموك ، وقد سارع بعدها بجيش وشارك في معركة القادسية ، ثم قاد فتح المدائن ، وفتح جلولاء ، وفتح حلوان ، وعدة مناطق من إيران .
وقلنا إنه نقيض أبيه، لأنه صاحب إيمان وتقوى، بينما أبوه عتبة بن أبي وقاص من عتاة قريش، وقد بقي على شركه وعداوته للنبي (صلى الله عليه وآله) حتى مات .
وقلنا إنه على عكس عمه سعد بن أبي وقاص، لأنه من أبطال الإسلام والتاريخ، وعمه سعداً بشهادة لم يبرز يوماً لفارس، ولا شارك بجدية في حملة أبداً ! وإذا حضر المعركة يحفظ نفسه في الخط الخلفي في مكان آمن . وقد كان قائد معركة القادسية، فوكل بها رجلاً وقعد في قصر العذيب مدعياً أن في فخذه دُمَّلاً ، حتى عيرته زوجته والمسلمون ووصفوه بالجُبن !
وسُمِّيَ المرقال لأنه يرقل برايته في الحرب ، أي يهرول فيها هرولة خاصة . وفي العبقات (3/39) عن القرطبي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: أرقل يا ميمون !
وكان عمه سعد والياً على الكوفة، فاستفاد هاشم من ذلك ، فكان يقود جيش المسلمين في المعارك ، وكانت علاقته بعمه جيدة ، وهذا من ذكاء هاشم ، فهو شيعي ورأيه بعمه سئ لكنه كان يداريه ، وقد تزوج ابنته أم إسحاق . (المحبر/69) وكان سعد يفتخر بابن أخيه، لأنه قائد بطل ، رغم أنه شيعي !
وقد انتصر له سعد عندما أهانه سعيد بن العاص ، وكان والياً على الكوفة فسأل حضَّاره: «من رأى الهلال منكم؟ وذلك في فطر رمضان. فقال القوم: ما رأيناه ، فقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص: أنا رأيته . فقال له سعيد: بعينك هذه العوراء رأيته من بين القوم؟ فقال هاشم: تعيرني بعيني وإنما فقئت في سبيل الله ! وكانت عينه أصيبت يوم اليرموك .
ثم أصبح هاشم في داره مفطراً وغدا الناس عنده ، فبلغ ذلك سعيد بن العاص فأرسل إليه فضربه وحرق داره ، فخرجت أم الحكم بنت عتبة بن أبي وقاص وكانت من المهاجرات ، ونافع بن عتبة بن أبي وقاص من الكوفة ، حتى قدما المدينة فذكرا لسعد بن أبي وقاص ما صنع سعيد بهاشم ، فأتى سعد عثمان فذكر له ذلك ، فقال عثمان: سعيد لكم بهاشم ، إضربوه بضربه ، ودار سعيد لكم بدار هاشم ، فأحرقوها كما حرق داره . فخرج عمر بن سعد بن أبي وقاص، وهو يومئذ غلام يسعى ، حتى أشعل النار في دار سعيد بالمدينة ، فبلغ الخبر عائشة فأرسلت إلى سعد بن أبي وقاص تطلب إليه وتسأله أن يكف ففعل. ورحل من الكوفة». (تاريخ دمشق:21/114)
مدح علماء السنة وأئمتهم هاشم المرقال وروى عنه الستة، ووثقه ابن معين والنسائي، وأحمد والبزار. وحدث عن ابن المسيب وعامر وعائشة ابني سعد بن مالك ، وإسحاق بن عبد الله ، وغيرهم . وعنه موسى بن يعقوب الزمعي، ومالك وأبو أسامة وابن نمير ومردان بن معاوية وشجاع بن الوليد وأبو ضمرة وجماعة. (تهذيب التهذيب:11/20). وعقدوا لمناقبه أبواباً كالحاكم في المستدرك (3/395).
وقال في الإستيعاب (4/1546): «كان من الفضلاء الخيار، وكان من الأبطال البُهْم، فُقئت عينه يوم اليرموك، ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد كتب إليه بذلك، فشهد القادسية وأبلى بها بلاء حسناً، وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد، وكان سبب الفتح على المسلمين. وكان بهمةً من البَهم فاضلاً خيراً. وهو الذي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواء ووجهه، وفتح الله عليه جلولاء ولم يشهدها سعد». والبُهْمَة الفارس الشديد البأس. (الصحاح:5/1875).
وروى المرقال أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في فضائل أهل البيت (عليه السلام) كحديث الغدير، وحديثاً صححه الحاكم والذهبي بشرط الشيخين (4/398):«عن أم سلمة أن رسول الله اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس ، وفي يده تربة حمراء فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين، فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها» .
وقال ابن حجر في الإصابة:6/404: «هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزهري ، الشجاع المشهور ، المعروف بالمرقال ، بن أخي سعد بن أبي وقاص . قال الدولابي: لقب بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع ، من الإرقال وهو ضرب من العَدْو...قال الهيثم بن عدي: عقد له عمه سعد على الجيش الذي جهزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس ، فكانت وقعة جلولاء.. كانت راية علي يوم صفين مع هاشم بن عتبة.
قال المرزباني: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة، قال هاشم لأبي موسى الأشعري: تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة علي ! فقال: لا تعجل . فوضع هاشم يده على الأخرى فقال: هذه لعلي وهذه لي، وقد بايعت علياً (عليه السلام) ، وأنشد:
أبايع غير مكترثٍ عليا *** ولا أخشى أميراً أشعريا
أبايعه وأعلم أن سأرضي *** بذاك الله حقاً والنبيا».
وذكر ابن الأعثم(2/438)أن موقف هاشم في قصر الإمارة كان مطلب أهل الكوفة بعد بيعة علي (عليه السلام) في المدينة ، فهو يدل على تخلف أبي موسى عن البيعة حتى ضغط عليه المسلمون: « فقامت الناس إلى أميرهم أبي موسى الأشعري فقالوا: أيها الرجل! لم لا تبايع علياً وتدعو الناس إلى بيعته، فقد بايعه المهاجرون والأنصار؟ فقال أبو موسى: حتى أنظر ما يكون، وما يصنع الناس بعد هذا » !
ومدحه علماء الشيعة ، فوصفوه بأنه صحابي جليل ، خَيِّرٌ فاضلٌ رضي الله عنه من خواص أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) ، شهد معه حرب الجمل ، وكان حامل لوائه الأعظم يوم صفين ، واستشهد فيها هو وعمار بن ياسر فصلى عليهما علي (عليه السلام) ودفنهما بثيابهما ولم يُغسِّلهما، وأعطى لواءه لابنه عبد الله ، وكان زعيماً في البصرة ورئيس الشيعة فيها. (معجم السيد الخوئي:15/241، والمستدركات:8/133).
وفي الطبقات (3/258و362): «لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار والراية يحملها هاشم بن عتبة، وقد قتل أصحاب عليٍّ ذلك اليوم حتى كانت العصر، ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه، وقد جنحت الشمس للغروب، ومع عمار ضياح من لبن، فكان وجوب الشمس أن يفطر، فقال حين وجبت الشمس وشرب الضياح: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: آخر زادك من الدنيا ضياحٌ من لبن! قال: ثم اقترب فقاتل حتى قتل، وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة !
عن أبي إسحاق أن علياً (عليه السلام) صلى على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة رضي الله تعالى عنهما، فجعل عمار مما يليه وهاشماً أمام ذلك، وكبر عليهما تكبيراً واحداً ، خمساً أو ستاً أو سبعاً، والشك في ذلك من أشعث ».
وكانت الأنصار عامتها مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقريش عامتها مع معاوية ، ولم يكن مع علي(عليه السلام) إلا خمسة ، ولكنهم شخصيات .
ففي رجال الكشي (1/281)، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «كان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) من قريش خمسة نفر ، وكانت ثلاثة عشر قبيلة مع معاوية . فأما الخمسة فمحمد بن أبي بكر رحمة الله عليه، أتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس. وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال . وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) خاله وهو الذي قال له عتبة بن أبي سفيان: إنما لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك. فقال له جعدة: لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك. ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و الخامس سِلْفُ أمير المؤمنين ابن أبي العاص بن ربيعة، وهو صهر النبي( صلى الله عليه وأله) أبو الربيع ».
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|