أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
![]()
التاريخ: 16-7-2022
![]()
التاريخ: 3-04-2015
![]()
التاريخ: 2-04-2015
![]() |
يرى الفقيه المقدّس وأستاذ الفقهاء الميرزا جواد التبريزي (رحمه الله) أن بعض الزيارات كزيارة عاشوراء وزيارة الجامعة الكبيرة والناحية المقدسة ودعاء التوسل والكساء وأمثالها لا تحتاج إلى دراسة لأسانيدها؛ لأن هذه الزيارات مشهورة جداً وأصبحت شعاراً للتشيع كما أن مضامينها وردت في كثير من الروايات الصحيحة وقد عمل بها أكابر العلماء حتى صارت جزءاً من معتقدات الشيعة. وأيُّ شعارٍ أعظم من الشعار الذي ينادي بمظلوميَّة أهل البيت :؟ وزيارة عاشوراء تكفَّلت ببيان الظلم الذي تعرض له أهل البيت : واشتملت على لعن ظالميهم ولعن قاتلي أبا عبد الله الحسين كما أنها إحياء لواقعة الطف؛ ولذا تجب المحافظة عليها؛ لأن إحياء واقعة كربلاء هو إحياء المذهب الشيعي الذي هو المذهب الحق. ومن المسلَّمات لدى الشيعة الإمامية هو مظلوميّة أهل البيت : وخصوصاً الهجوم على بيت علي (عليه السلام) وزوجته بنت الرسالة والصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقتل الإمام الحسين 7. أن الوعي بهذه المظلوميّة هو استيعاب لحقيقة الإسلام كما هو واقع فعلاً فكثير من الذين اطلَّعوا على مظلومية أهل البيت : قادهم هذا الاطلاع إلى حقانيّة هذا المذهب فتشيَّعوا. ولذا فإن الشهادة الثالثة التي هي الشهادة لعلي (عليه السلام) بالولاية صارت شعاراً للشيعة ولا يجوز تركها وأيُّ تقصير في مثل هذه الموارد يعتبر ذنباً غير مغتفر لأن هذه المعتقدات هي شعارنا ومصادرنا لإثبات حقانيّة مذهب أهل البيت :.
شهرة الزيارة
زيارة عاشوراء المباركة من الزيارات المشهورة التي أولاها العلماء الكبار عناية خاصة ونقلوها في كتبهم بنصها الكامل وذكروا معها فضليتها. وممن تعرض لعظمة هذه الزيارة ومكانتها من علمائنا الكبار : الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ابن قولويه القمي في كامل الزيارات والكفعمي في كتابه البلد الأمين وابن طاووس في مصباح الزائر والشهيد الأول في المزار وغيرهم. فزيارة عاشوراء من الزيارات المشهورة والمجرّبة التي أكّد عليها أعاظم العلماء على مرّ العصور.
كفاية الشهرة في ثبوت قسم من الموضوعات الخارجية
إن تعلُّم الأحكام الشرعية وتحصيل المسائل الفقهية يعتبر من أعظم الأعمال وأرفعها وانتم تعلمون أن هناك بعض الشروط فيما يخص الموضوعات الخارجية وفي جميعها أو أغلبها لابد من إقامة البيِّنة ولكن في بعضها (الموضوعات الخارجية) تكفي مجرد الشهرة في ثبوتها ولا يحتاج إلى إقامة البيّنة ولا إلى أي شئ آخر ومن هذه الموارد : ما لو اشترى شخصٌ أرضاً وبعد ذلك قيل له : أن هذه الأرض كانت وقفاً. وقد سُئل الإمام (عليه السلام) عن حكم هذه المسألة فأجاب (عليه السلام) : إذا اشتهر بين الناس أن هذه الأرض من الموقوفات فلا يجوز شرائها ولا بد من إرجاعها. ومن هذه الموارد حدود منى والمشعر الحرام فحدود منى وعرفات إنما تثبت بالشهرة. وكذلك الحكم بالنسبة إلى المقابر إذ ربما دُفن ميت في مكان ما قبل مئتي عام ولا يوجد اليوم شخصٌ حيٌ شهِد دفن ذلك الميت في هذا المكان ولكن اشتهر بين الناس أن هذا المكان هو قبر فلان بن فلان فهنا تكفي مجرد الشهرة بين الناس.
ولأجل هذا فإن المقام الشامخ والمزار العظيم للسيدة رقية بنت الإمام الحسين ‘ ثابت بالشهرة منذ دفنها (عليها السلام) فيه ولعل الإمام الحسين (عليه السلام) أراد أن يُبقي تذكاراً في الشام ليبقى في وعي المؤمنين ولكي لا يأتي في المستقبل مَن يُنكر حوادث الظلم والأسر الذي تعرّض له أهل بيت الطهارة والعصمة : فهذه الطفلة الصغيرة شاهد عظيم على أن ظلم الأمويين وأسرهم شمِل حتى الأطفال الصغار ونحن نلتزم بأن الشهرة قائمة على دفن السيدة رقية (عليها السلام) في هذا المكان فقد استشهدت (عليها السلام) في هذا المكان ودفنت في هذا المكان وقد أسرعنا لزيارتها (عليها السلام) ولابد من رعاية الاحترام لهذا المكان المقدس. ولا يقال أنها مجرد طفلة صغيرة السن؛ فعبد الله (عليه السلام) كان طفلا رضيعاً ولكنه حائز على مقام رفيع إذ دفن في كربلاء مع أبيه الحسين 7. وقد ذكروا أن دفنه في هذا المكان له دلالاته الخاصة حيث أن الإمام الحسين (عليه السلام) سيُخرج يده من الضريح وهي تحمل عبد الله الرضيع 7. إذن فدفن السيدة رقية (عليها السلام) وهي صغيرة السن شاهد كبير ومَعلَم قوي على مقدار الظلم والأسر الذي تعرض آل البيت : هذا الظلم الذي أبكى جميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى خاتم الرسل محمد (صلى الله عليه واله) إلى درجة أن الله تعالى أقام العزاء للإمام الحسين (عليه السلام) بحضور آدم. ولذا فإن احترام هذا المكان يعد من الواجبات فلا تستمعوا إلى بعض الأباطيل التي تقال هنا وهناك ولا تُعِيروا أهمية لبعض الأقاويل المنحرفة التي تقول أن رقية (عليها السلام) لم تكن إلا مجرد طفلة صغيرة. ألم يكن عبد الله الرضيع طفلاً صغيراً؟ ومع ذلك فهو شاهد يوم القيامة وشافع للمذنبين من الشيعة إن شاء الله تعالى.
بناءاً على هذا يجب على الجميع احترام هذا المرقد الشريف (مرقد السيدة رقية) وان لا يلتفتوا إلى الأباطيل والانحرافات التي يوسوس بها الشيطان إلى بعض الناس. إننا نتقرب إلى الله تعالى بزيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) هذه البنت المظلومة والتي تنحدر من عائلة تعرّضت جميعها للظلم والأذى.
والحاصل من كل ما تقدم : إن المرحوم الميرزا (أعلى الله مقامه) يرى أن مجرد الشهرة كافية في إثبات بعض الموضوعات الخارجية. ومن هنا يمكننا ـ على هذا المبنى ـ أن نثبت أن زيارة عاشوراء لا تحتاج إلى إقامة البينة بل تكفي مجرد شهرتها لإثبات اعتبارها وصحتها.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
ملاكات العتبة العباسية المقدسة تُنهي أعمال غسل حرم مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وفرشه
|
|
|