التقارير الصحفية الانتخابية
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 118- 121
2025-11-03
128
التقارير الصحفية الانتخابية:
يرى جون ميرل في كتابه "الإعلام وسيلة ورسالة" الصادر في العام 1989، أن العالم الإعلامي يقسم إلى نظامين أساسين للصحافة:
- صحافة ذات ميول سلطوية.
- صحافة ذات ميول تحريرية.
لكن من الأساسيات التي يجب ألا ينساها الصحفي وهو يخوض تجربة نقل نبض الشارع الانتخابي من خلال تقارير صحفية سياسية مكتوبة، أنه يواجه الآن تحدي الأطباق اللاقطة التي تنقل المشهد الانتخابي كله وعلى الهواء لحظة بلحظة.
هذا التحدي الجديد يفرض على الصحفي أن يتسلح أولاً بالإيمان بأن الصحافة شئنا أم أبينا هي الوثيقة الدافعة والمرآة العاكسة للحقيقة، وأنها ستظل مداد التاريخ، وهي في مصر تحمل سلاح القانون الذي يعطيها الحق في أن تكون سلطة رقابية وشعبية رابعة موازية للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، وذلك يضيف عبئاً جديداً ويستوجب اكتساب مهارات جديدة للصحفيين السياسيين الذين يجب أن يمارسوا دورهم الصحفي، باعتباره رسالة تتطلب من صاحبها التعامل من منطق التحدي الذي يفرض عليه الحركة الرشيقة والواعية والانتقال إلى المواقع والمصادر والاقتراب من حقيقة المشاعر واتجاهات الرأي العام التي لا تستطيع الكاميرا التعبير عنها ، فالصحفي مكانه الطبيعي هو التسلل إلى كواليس صناعة القرار في الأماكن المغلقة، فيرصد اتجاهات الرأي العام بعيداً عن الإعلانات الصوتية والمرئية وغير المرئية، ويمتلك الأنف السياسية المدسوسة في كل الشقوق السياسية والصراعات الحزبية، والمنافسة الحرة وغير الحرة على أرض الواقع الاجتماعي والاقتصادي للدوائر الانتخابية التي هي المسرح الكبير الذي يستقبل كل اللاعبين.
ولن يتمكن الصحفي من أداء دورة الرقابي المفيد ما لم يكن مؤمناً عن ثقة واقتناع وقدرة غير محدودة بإمكانية تنفيذ تلك المهمة المقدسة.
هذه المقدمة تقودنا إلى محاولة منهجية لتحديد مهام ومهارات وإمكانيات الصحفي التي من خلالها يستطيع كتابة تقارير انتخابية محايدة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير في تنمية الوعي الانتخابي الذي يحقق في النهاية الرشادة الانتخابية التي تساعد الناخب على اختيار رشيد يمكن أن يسهم في تشكيل المؤسسة البرلمانية، بحيث تكون معبرة تعبيراً حقيقياً عن الشعب بكل طوائفه واتجاهاته وأطيافه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية.
تشمل المنظومة الانتخابية العناصر الآتية:
1. الناخب والدائرة الانتخابية.
2. المرشحون.
3. الإرادة الانتخابية.
4. المناخ العام الذي تجري فيه الانتخابات.
5. الاستطلاع الصحفي الخاص.
- الناخب والدائرة:
من الصعب فصل الناخب عن دائرته، فهو ثمرة طبيعية من ثمار دائرته التي يمكن أن تتميز بخصائص اجتماعية واقتصادية وسياسية، ويجب على الصحفي قبل أن يكتب تقريره الانتخابي أن يحاول العثور على إجابة للأسئلة التالية:
- ما مدى اهتمام الدولة بحل مشاكل الناس في الدائرة؟ وما هي القضية الأهم التي يعاني منها أغلبية أبناء الدائرة؟
- ما هي نسبة الفقراء إلى الأغنياء والطبقة الوسطى؟
- ما هي نسبة مشاركة أهالي الدائرة في التصويت؟ وهل يُقبل الأهالي في الدائرة أم تقفل الصناديق؟
- ما نوع العصبيات هل هي قبلية أم عائلية أم سياسية؟
- ما هي نسبة العشوائية في مساكن الدائرة؟
- ما هي إنجازات النائب السابق في الدائرة؟
- ما هي نسبة التغبير في الوجوه بالنسبة لنوابها؟
- ما هو المعيار الحاسم لكل الانتخابات الذي يعطى الأولوية لمرشح على مرشح؟
- ما هي المشروعات العامة التي تم تنفيذها؟ وما دور النواب في انجازها؟
- هل نواب الدائرة نواب خدمات أم نواب عموميين لهم صوت عالي تحت القبة؟
- ما هو المستوى السياسي للناخب؟
- ما هو دور الشباب في المعارك الانتخابية؟
- ما هو حجم العمل الحزبي الحقيقي في الدائرة؟
- ما هو دور المجالس الشعبية والمحلية في تقديم خدمات للدائرة؟
- المرشحون:
يجب على الصحفي أن يركز جهوده لتقصى الحقيقة حول المرشحين الجدد:
- ما هي أجندتهم التي يراهنون عليها في خوض المعركة الانتخابية في مواجهة القدامى؟
- هل هم من رجال الأعمال أم من الطبقة الوسطى، الوظيفية الجامعية أم الحرفية أم الدينية، أم من المنظمات الأهلية؟
- ما هي فرصهم الحقيقية في الفوز؟
- المناخ العام الذي تجري فيه الانتخابات:
هنا يدخل الصحفي امتحان الحس السياسي، الذي يلتقط حقيقة موقف الدولة من خلال المؤشرات والإشارات السياسية الدالة:
- هل تعتزم الدولة إجراء انتخابات أكثر نزاهة؟
- أو أن الدولة تتدخل في مواجهة تيارات بعينها؟
- الإرادة الانتخابية:
- الاستطلاع الصحفي:
من أجل تحديد من يفوز ومن يخسر، ويعتمد فيه على استطلاع مباشر من المصادر الطبيعية في الدائرة والكتل التصويتية.
الاكثر قراءة في التقرير الصحفي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة