الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مساعدة الفقراء
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص353ــ358
2025-09-09
40
إن مسألة الاهتمام بأمور الفقراء والمعوزين ومتابعة شؤونهم على قدر من الأهمية بحيث وردت تأكيدات كثيرة في القرآن الكريم بهذا الشأن، وقد وضع الله تبارك وتعالى ثواباً جزيلاً في الدنيا والآخرة لمن يهتم بأمور هذه الشريحة إحداها غفران الذنوب. وفي هذا الإطار فقد خصص الإسلام جزءاً مـن أمـوال المسلم للفقراء والمحتاجين في صورة صدقات واجبة ومستحبة. حيث يقول القرآن الكريم في هذا الصدد: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ...} [التوبة: 60] وفي آية أخرى يقـول تبارك وتعالى: {...وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} [البقرة: 271].
أما تجاهل حقوق الفقراء والتنكّب عن احتياجاتهم فجزاؤه غضب من عند الله وعذاب أليم؛ طبقاً لما جاء في القرآن الكريم: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 17 - 20].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ... مَنْ وَاسَى الْفَقِيرَ وَأَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ فَذَلِكَ المُؤْمِنُ حَقَّاً(1).
يقول أبو إسماعيل: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (سلام الله عليه): جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ الشَّيعَةَ عِنْدَنَا كَثِيرٌ، فَقَالَ: فَهَلْ يَعْطِفُ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ وَهَلْ يَتَجَاوَزُ الْمُحْسِنُ عَنِ المَسِيء وَيَتَوَاسَوْنَ؟ فَقُلْتُ: لا، فَقَالَ: لَيْسَ هَؤُلاءِ شِيعَةٌ، الشَّيعَةُ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا(2).
حب الفقراء
طبقاً لإحدى الروايات فإنّ الله تبارك وتعالى يوصي نبيه عيسى المسيح (سلام الله عليه) قائلاً:... يَا عِيسَى تَزَيَّنْ بِالدِّينِ وَحُبِّ الْمَسَاكِينِ(3).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... الْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهُ حُبُّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنْوَ مِنْهُمْ(4).
يناجي الإمام زين العابدين (سلام الله عليه) ربه في الدعاء قائلاً: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ صُحْبَةَ الْفُقَرَاءِ، وَأَعِنِّي عَلَى صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ الصَّبْرِ(5).
بركة يد المنفق
جاء في الحديث: إِذَا نَاوَلْتُمُ السَّائِلَ فَلْيَرُدَّ الَّذِي يُنَاوِلُهُ يَدَهُ إِلَى فِيهِ فَيُقَبِّلُهَا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْخُذْهَا قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ، فَإِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104](6).
ثواب تفقد الفقراء ورعايتهم
السرور في الآخرة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... لِكُلِّ شَيْءٍ حِيلَةٌ وَحِيلَةُ السُّرُورِ في الآخِرَةِ أَرْبَعُ: مَسْحُ رؤوسِ الْيَتَامَى وَالتَّعَطِّفُ عَلَى الْأَرَامِلِ وَالسَّعْيُ فِي حَوَائِجِ المُسلِمِينَ وَتَفَقَدِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ(7).
استغفار الملائكة إلى يوم القيامة: وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) من كَسَا أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ثَوْباً مِنْ عُرْيِ أَوْ أَعَانَهُ بِشَيْءٍ مِمَّا يَقُوتُهُ مِنْ مَعِيشَتِهِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ سَبْعَةَ آلافِ مَلَكِ مِنَ الْمَلائِكَةِ يَسْتَغْفِرُونَ لِكُلِّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ(8).
طعام وشراب الجنة: وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنَّه قال: مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ نَمَارِ الجَنَّةِ وَمَنْ سَقَاهُ مِنْ ظَمَأ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ المختوم(9).
رضا الله: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَكْرَمَ فَقِيراً مُسْلِماً لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَنْهُ رَاضِ(10).
شفاعة الفقراء: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُنَادِياً يُنَادِى: أَيْنَ الْفُقَرَاءُ... ثُمَّ يَقُولُ هُمُ: انْظُرُوا وَتَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ، فَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ وَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ(11).
دعاء الفقراء مستجاب: قال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): دَعْوَةُ السَّائِلِ الْفَقِيرِ لا تُرَدُّ(12).
أدب الإنفاق على الفقراء
في الصدقات الواجبة، يستحبّ الإعلان عن دفعها؛ فقد جاء على لسان الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: فَكُلُّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ فَإِعْلَانُهُ أَفْضَلُ مِنْ إِسْرَارِه(13).
بينما يستحب الإسرار في دفع الصدقات المستحبة، فطبقاً لما روي عن أبي عبد الله (سلام الله عليه) في قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 271] ، فَقَالَ: هِيَ سِوَى الزَّكَاةِ، إِنَّ الزَّكَاةَ عَلانِيَةٌ غَيْرُ سِرٍّ(14).
آثار الاستهانة بالفقراء
الغضب الإلهي: قال الإمام الرضا (سلام الله عليه): مَنْ لَقِيَ فَقِيراً مُسْلِماً فَسَلَّمَ عَلَيْهِ خلافَ سَلامِهِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ(15).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) لعبد الله بن جندب:... وَمَا عَذَّبَ اللهُ أُمَّةٌ إِلَّا عِنْدَ اسْتِهَانَتِهِمْ بِحُقُوقِ فُقَرَاءِ إِخْوَانِهِمْ(16).
شكوى الفقراء: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:... وَيْلٌ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنَ الْفُقَرَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُونَ: رَبَّنَا ظَلَمُونَا حُقُوقَنَا الَّتِي فَرَضْتَ عَلَيْهِمْ فِي أَمْوَالِهِمْ(17).
الوضاعة عند الفقراء: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) نقيُّ التَّوْبِ، فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)، فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ دَرِنُ الثَّوْبِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ المُوسِرِ، فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَما حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي قَرِينا يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ وَيُقَبِّحُ لي كُلَّ حَسَنٍ وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لِلْمُعْسِرِ: أَتَقْبَلُ؟ قَالَ: لا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَلِمْ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ(18).
الذلة في يوم القيامة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)... وَمَنْ بَغَى عَلَى فَقِيرٍ أَوْ تَطَاوَلَ عَلَيْهِ أَوِ اسْتَحْقرَهُ حَقَّرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ الذَّرَّةِ فِي صُورَةِ رَجُلٍ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ(19).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله:... وَمَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً فَقِيراً أَوِ اسْتَخَفَّ بِهِ وَاحْتَقَرَهُ لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَفَقْرِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الخَلائِقِ وَحَقَّرَهُ وَلَا يَزَالُ مَاقِتَا لَهُ(20).
كمن هدم الكعبة: وروي عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) قوله: مَنْ آذَى مُؤْمِناً فَقِيراً بِغَيْرِ حَقِّ فَكَأَنَما هَدَمَ مَكَّةَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَالْبَيْتَ الْمُعْمُورَ وَكَأَنَّمَا قَتَلَ أَلْفَ مَلَكِ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ(21).
دعوة (لعنة) المعسر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتَّقُوا دَعوَة المعسِر(22).
نيل علامة النفاق: وقال (صلى الله عليه وآله): لَعَنَ اللهُ مَنْ أَكْرَمَ الْغَنِيِّ لِغِنَاهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ أهَانَ الْفَقِيرَ لِفَقْرِهِ وَلَا يَفْعَلُ هَذَا إِلَّا مُنَافِق(23).
عدم إجابة الدعاء: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... وَمَنْ أَكْرَمَ الْغَنِيَّ لِغِنَاهُ وَأَهَانَ الْفَقِيرَ لِفَقْرِهِ سُمِّيَ فِي السَّمَاوَاتِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ الْأَنْبِيَاءِ لَا يُسْتَجَابُ لَهُ دَعْوَةٌ وَلَا يُقْضَى لَهُ حَاجَة(24).
____________________________
(1) کتاب الخصال، ص 47.
(2) الكافي، ج 2، ص 173.
(3) الكافي، ج 8، ص 135.
(4) جامع الأخبار، ص 183؛ بحار الأنوار، ج 63، ص 331.
(5) الصحيفة الكاملة السجادية، الدعاء 30.
(6) عدّة الداعي، ص 68.
(7) الفضائل، ص 152.
(8) الكافي، ج 2، ص 204 - 205.
(9) قرب الإسناد، ص 57.
(10) الفقيه، ج 4، ص 13 - 14.
(11) ثواب الأعمال، ص 183.
(12) عدّة الداعي، ص 68؛ وسائل الشيعة، ج 9، ص 425.
(13) الكافي، ج 3، ص 501.
(14) الكافي، ج 3، ص 502.
(15) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 52.
(16) تحف العقول، ص 303.
(17) إرشاد القلوب، ص 36.
(18) الكافي، ج 2، ص 262 - 263.
(19) وسائل الشيعة، ج 12، ص 268؛ انظر: ثواب الأعمال، ص 284.
(20) عدّة الداعي، ص191.
(21) إرشاد القلوب، ص 94.
(22) كنز العمال، ج 62، ص 220.
(23) إرشاد القلوب، ص 194.
(24) إرشاد القلوب، ص 194.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
