تناول الطعام جماعة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الأَيْدِي (طب النبي، ص 19)؛ كُلُوا جَمِيعاً وَلَا تَتَفَرَّقُوا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الجماعة(1)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: إِنْ مِن شِرَارِ رِجَالِكُم... الآكِلَ وَحْـدَه...(2)؛ وروي عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: الْبَرَكَةُ فِي الثَّلاثَةِ: الجَمَاعَة وَالسَّحُورُ وَالثَّرِيد(3)؛ وكذلك قوله (صلى الله عليه وآله): الطَّعَامُ إِذَا جَمَعَ أَرْبَعِ خِصَالٍ فَقَدْ تَمَّ: إِذَا كَانَ مِنْ حَلالٍ وَكَثُرَتِ الْأَيْدِي وَسُمِّيَ فِي أَوَّلِهِ وَحُمِدَ اللَّه عزّ وجلَّ فِي آخِرِهِ(4).

وروي عن الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه) أنه قال: لَعَنَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثَةُ: الآكِلَ زَادَهُ وَحْدَهُ...(5).

يقول الراوي: ... كَانَ [الإمام الرضا] (سلام الله عليه) إِذَا خَلا وَنَصَبَ مَائِدَتَهُ أَجْلَسَ مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ مَمَالِيكَهُ وَمَوَالِيَهُ حَتَّى الْبَوَّابَ السَّائِس(6).

الأكل مما يليه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ فَلْيَأْكُلْ مِمَّا يَلِيهِ وَلَا يَتَنَاوَلْ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسِهِ وَلا يَأْكُلْ مِنْ ذِرْوَةِ الْقَصْعَةِ، فَإِنَّ مِنْ أَعْلَاهَا تَأْتِي الْبَرَكَة(7).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا أَكَلْتُمُ الثَّرِيدَ فَكُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ، فَإِنَّ الذَّرْوَةَ فِيهَا الْبَرَكَةُ(8).

التواضع في الجلوس: قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَلْيَجْلِسْ جِلْسَةَ الْعَبْدِ وَلَا يَضَعَنَّ أَحَدُكُمْ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَلَا يَتَرَبَّعْ، فَإِنَّهَا جِلْسَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَمْقُتُ صَاحِبَهَا(9).

التؤدة والإطالة في تناول الطعام: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): أطيلُوا  الْجُلُوسَ عَلَى الْمَائِدَةِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ لَا تُحْسَبُ مِنْ أَعْمَارِكُمْ(10).

تلبية الدعوة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثَلاثَةٌ مِنَ الْجُفَاء: ... أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى طَعَامٍ فَلَا يُجِيبَ أَوْ يُجِيبَ فَلَا يَأْكُل...(11).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ مِن طَعَامه فَلْيَأْكُلْ وَلَا يَسْأَل عنهُ وَإِنْ سَقَاهُ مِنْ شَرَابِهِ فَلْيَشْرَبْ وَلَا يَسْأَل عنه(12).

النهي عن حضور مائدة دون دعوة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! ثَمَانِيَةٌ إِنْ أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلَّا أَنْفُسَهُمْ: الذَّاهِبُ إِلَى مَائِدَةٍ لَمْ يُدْعَ إِلَيْهَا ...(13).

تناول الخضروات: جاء في الروايات: خَضّرُوا مَوَائِدَكُمْ بِالْبَقْلِ، فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَعَ التَّسْمِيَة(14).

وقال الإمام الرضا (سلام الله عليه): يَا غُلامُ أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي لَا أَكُلُ عَلَى مَائِدَةٍ لَيْسَ عَلَيْهَا خَضْرَاءُ، فَائْتِ بِهَا. قَالَ: فَذَهَبَ وَأَتَى بِالْبَقْلِ، فَمَدَّ يَدَهُ فَأَكَلَ وَأَكَلْتُ مَعَهُ(15).

إرشادات الإمام المجتبى (سلام الله عليه) حول المائدة: قال الإمام المجتبى (سلام الله عليه): في المائِدَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْرِفَهَا؛ أَرْبَعٌ مِنْهَا فَرْضٌ(16) وَأَرْبَعُ سُنَّةٌ وَأَرْبَعُ تَأْدِيبٌ؛ فَأَمَّا الْفَرْضُ فَالْمَعْرِفَةُ وَالرِّضَا وَالتَّسْمِيَةُ وَالشُّكْرُ وَأَمَّا السُّنَّةُ فَالْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَالْجُلُوسُ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ وَالْأَكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَلَعْقُ الْأَصَابِعِ وَأَمَّا التَّأْدِيبَ فَالْأَكْلُ مِمَّا يَلِيكَ وَتَصْغِيرُ اللُّقْمَةِ وَتَجْوِيدُ الْمُضْغِ وَقِلَّهُ النَّظَرِ فِي وُجُوهِ النَّاسِ(17).

جمع فتات المائدة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ تَتَبَّعَ مَا يَسْقُطُ مِنَ السُّفْرَةِ غُفِرَ لَهُ(18).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): ... كُلُّ مَا وَقَعَ تَحْتَ مَائِدَتِكَ فَإِنَّهُ يَنْفِي عَنْكَ الْفَقْرَ وَهُوَ مُهُورُ حُورِ الْعِينِ وَمَنْ أَكَلَهُ حُشِيَ قَلْبُهُ عِلْما وَحِلْماً وَإِيمَاناً وَنُوراً ...(19).

وقال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): كُلُوا مَا يَسْقُطُ مِنَ الْخِوَانِ، فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ داء(20).

وعن محمد بن الوليد قال: أكلت بين يدي الإمام أبي جعفر الثاني (سلام الله عليه) (الإمام الجواد) حتى إذا فرغتُ ورُفع الخِوان ذهب الغلام يـرفـع مـا وقـع مـن فتات الطعام فقال له: مَا كَانَ فِي الصَّحْرَاءِ فَدَعْهُ وَلَوْ فَخِذَ شَاةٍ وَمَا كَانَ فِي الْبَيْتِ فَتَتَبَّعْهُ وَالْقُطْه(21).

__________________________

(1) طب النبي، ص21.

(2) الكافي، ج 2، ص292.

(3) طب النبي، ص 20.

(4) الكافي، ج 6، ص 273.

(5) الفقيه، ج 2، ص 277.

(6) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 184.

(7) مكارم الأخلاق، ص 149.

(8) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 34.

(9) الكافي، ج 6، ص 272.

(10) مستدرك الوسائل، ج 16، ص 233.

(11) قرب الإسناد، ص 74.

(12) الجامع الصغير، ج1، ص91.

(13) کتاب الخصال، ص 410.

(14 و 15) مكارم الأخلاق، ص 176.

(16) كلمة (فرض) تعني (لازم)، لكنّها هاهنا لا تشير إلى الواجب الفقهي وإنما يراد بها مراعاة الأمور المذكورة في هذه الرواية.

(17) الفقيه، ج 3، ص 359.

(18) الجامع الصغير، ج 2، ص 587.

(19) الدعوات، ص 154.

(20) تحف العقول، ص 103.

(21) الفقيه، ج 3، ص 356. 

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

قسم شؤون المعارف ينظم دورة متقدمة في تحقيق المخطوطات لملاكاته

قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد العشرين من مجلة دراسات إفريقية

المجمَع العلمي يكرم الأساتذة المشاركين في مشروع الدورات القرآنية الصيفية في كربلاء

العتبة العباسية المقدسة تختتم فعاليات البرنامج المركزي الأسبوعي لمنتسبيها

المزيد

الآخبار الصحية

تحذير من "عدوى بكتيرية" تسبب نوبات قلبية

ماذا يحصل لجسمك عند التوقف عن استخدام الزيت في الطهي؟

الأمل في كبسولة.. "فيتامين شهير" يبطئ التقدم في العمر

اشتهاء أطعمة بشكل مفاجئ.. ناقوس خطر للسرطان ؟!

المزيد

الآخبار التكنلوجية

زلزال أفغانستان يحصد أكثر من ألف قتيل.. ويدمر آلاف المنازل !

ناجٍٍ وحيد من انزلاق أرضي.. دمّر قرية سودانية بأكملها !

نهر الفرات.. مورد مائي بين الندرة والتقاسم

ما السر وراء مشية إيلون ماسك الغريبة والسريعة ؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

إكرام سائر الأرحام

النظام الاجتماعي / ثواب نفع الآخرين

النظام الاجتماعي / الوساطة في عمل الخير

النظام الاجتماعي / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الخدمات العامة / السقي

فضل حسن الخُلُق

النظام الاجتماعي / المداراة قيمتها وأهميتها

النظام الاجتماعي / الوحدة والتضامن

النظام الاجتماعي / عدم المشاركة في المعاصي

أهمية الإحسان للجار

النظام الاجتماعي / الإدلاء بالشهادة

حسن الخلق والمعاشرة