الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
النظام الاجتماعي / العمال وأرباب العمل
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص448ــ450
2025-08-28
19
رفعة مكانة العامل
في رواية أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) لما أَقْبَلَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ اسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ الأَنْصارِي، فَصَافَحَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذِي أَكْنَبَ يَدَيْكَ؟ قَالَ: يَا رسول الله! أَضْرِبُ بِالمُرُ وَالمِسْحَاةِ فَأَنْفِقُهُ عَلَى عِيالي، فَقَبَّلَ يَدَهُ رَسول الله وَقَال: هذِهِ يَدٌ لا تَمسُّها النار(1).
ثم قال (صلى الله عليه وآله): أَطْيَبُ الْكَسْبِ عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ(2).
وفي رواية أن النبي عيسى المسيح (سلام الله عليه) خاطب حواريه قائلاً:... أَفْضَلُ مِنْكُمْ مَنْ يَعْمَلُ بِيَدِهِ وَيَأْكُلُ مِنْ كَسْبِهِ(3).
ملاحظة: العامل غير أجير، فلم تحثّ التعاليم الدينية أبـداً المسلم على أن يكون أجيراً عند الآخرين، بل إنّ ما أكد الإسلام عليـه واهـتـم بـه هـو أصـل العمل، ويستلزم من الإنسان أن يعمل لنفسه، وأن يكون مستقلاً في التجارة والصناعة والزراعة والبستنة والرعي... وغير ذلك(4).
اختيار العاملين
هذه بعض وصايا الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) إلى عاملـه عـلى مـصـر مالك الأشتر حول معايير اختيار العاملين في الدولة الإسلامية وردت في عهده الشهير: ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً وَلَا تُوَفِّهِمْ مُحَابَاةٌ وَأَثَرَةً، فَإِنَّهُمَا
جَمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجُوْرِ وَالْخِيَانَةِ(5).
واجبات أرباب العمل
وظيفتان تلزمان رب العمل إزاء ضبط أوضاع العمل وكسب رضا العامل هما:
تحديد الأجر: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إِذَا اسْتَأْجَرَ أَحَدُكُم أَجِيرًا
فَلْيُعْلِمْهُ أَجْرَهُ(6).
دفع الأجر في موعده: وكذلك عنه (صلى الله عليه وآله): أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُه(7).
آثار الإجحاف بحقوق العامل
إن الامتناع عن دفع رواتب العمال كلياً أو جزئياً أو تأخيرهـا هـو إجحاف بحقهم، وقد وردت في الروايات تحذيرات كثيرة بعبارات شديدة تنهى عن مثل هذا السلوك، من هذه التحذيرات:
من الكبائر: قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): ظُلْمُ الأَجِيرِ أَجْرَهُ مِنَ الْكَبَائِرِ(8).
سبب عدم غفران الذنوب: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّ اللَّهَ غَافِرُ كُلِّ ذَنْبٍ إِلَّا مَنْ أَحْدَثَ دِيناً أَو غَصَبَ أَجِيراً أَجْرَهُ أَوْ رَجُلاً بَاعَ حُرّا(9).
استحقاق اللعنة: وكذلك عن رسول (صلى الله عليه وآله): مَنْ حَبَسَ أَجِيرًا أَجْرَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَعَدْلاً(10).
الحرمان من ريح الجنة: جاء في الحديث النبوي الشريف: وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيراً أَجْرَهُ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ رِيحَ الجَنَّةِ(11). وبديهي أن من يحرم ريح الجنة، فقد حُرم الجنّة نفسها.
______________________________
(1) أسد الغابة، ج 2، ص 185.
(2) الجامع الصغير، ج 1، ص170؛ انظر: مستدرك الوسائل، ج 13، ص 24.
(3) بحار الأنوار، ج 14، ص 276.
(4) أحياناً يكون أصل العمل غير مشروع مثل صنع الخمر وإشاعة الفساد... إلخ، في هذه الحالة يصبح العمل للمرء وللآخرين معصية وحراماً، وأحياناً أخرى يكون أصل العمل مشروعاً، وبحسب هذا الفرض فإنّ وصية أئمة الدين أن يعمل كلّ لنفسه، ويُكره له أن يكون أجيراً عنـد الآخرين (الفقيه، ج 3، ص 174)؛ إلّا إذا اقتضت الضرورة، فلا مانع حينئذ من العمل عند الآخرين.
(5) نهج البلاغة الكتاب 53.
(6) الجامع الصغير، ج 1، ص 67.
(7) الجامع الصغير، ج 1، ص 175.
(8) بحار الأنوار، ج 100، ص 170.
(9) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 33.
(10) تفسير القمي، ج 2، ص 276.
(11) الفقيه، ج 4، ص 12.
الاكثر قراءة في النظام المالي والانتاج
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
