الحركة الهرسينية
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 30 ـ 31
2025-08-25
311
في الفترة التي تلت الحركة الكاليدونية غزت المياه وغطت أجزاء كثيرة من أوروبا وفي بداية العصر الكربوني غطت المياه أماكن شاسعة ويبدو أن قاع هذا البحر أثرت فيه الالتواءات الأولية للحركة الهرسينية كما يبدو من الطبقات الفحمية التي كانت قد بدأت تتكون فى الالتواءات المحدبة الأولية التي أخذت تظهر على السطح مع منخفضات ساحلية ومستنقعات أما المحور الرئيسي للجبال الهرسينية فقد كان إلى الجنوب في حين أن الارسابات الفحمية احتجزت في منخفضات بنيوية واسعة أو في أحواض صغيرة حول الطرف الشمالي وداخل الجبال الهرسينية (كما في ويلز ونامور والرور وسايليزيا العليا وحوض الدونتز).
وما زالت بقايا المجموعة الهرسينية تفرض وجودها في تضاريس أوروبا الغربية والوسطى شمال جبال الالب وما زال اتجاه الجبال ظاهرا في كثير من أجزاء أوروبا كما يوضح بعض هذه الجبال الالتوائية فى بعض المناطق وتتمثل هذه الجبال في كتلة أرمور Armorican Massif في شمالي غربي فرنسا ، والهضبة الوسطى -Central وفى كورنول Cornwall في جنوب غرب انجلترا وفى جبال كرى Kerry في جنوب ایرلنده وجبال أورال Ural في روسيا. وتتمثل أيضا في بعض الكتل مثل جبال الفوزج Vosges والغابة السوداء وهضبة بوهيميا وهضبة أيبريا . وهذا التناثر في توزيع الجبال الهرسينية كما تظهر اليوم يمكن أن نعزوها إلى ثلاثة أحداث :
أولا : تعرضت هذه الجبال لفترات طويلة العوامل التعرية.
ثانيا : تعرضت قارة أوروبا لغزو بحرى متكرر وذلك أثناء العصر الميزوزوي ، والإرسابات البحرية الناجمة من هذا الغزو والتي تستلقى من غير تناسق على السطح الهرسيني لمتآكل دليل على أن هناك عملية تسوية واسعة قد حدثت قبل الغزو البحري.
ثالثا : أثناء الحركة الألبية تعرضت المناطق الهرسينية إلى هزات عنيفة كانت ذات آثار واضحة على التضاريس الهرسينية وخاصة في الجنوب.
الاكثر قراءة في الجغرافية الاقليمية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة