الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
ألمانيا الاتحادية ( ألمانيا الغربية )
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 416 ـ 422
2025-09-10
46
تمثل ألمانيا الاتحادية أغنى دول المنظمة الآن ( السبعينات ) رغم أن الأحوال الاقتصادية لم تكن بهذا المستوى الجيد عند إنشاء السوق المشتركة (1957 ) وكانت ألمانيا من أكثر دول المنطقة حماسا لفكرة التعاون الأوروبي وإنشاء السوق لعدة أسباب تذكر منها :
(1) كان تحقيق مجموعة اقتصادية دولية تعني التخلص من وضعها الاحتلالي ومن قوانين الاحتلال والتقييدات الناجمة من ذلك.
(2) مع إعادة بناء الاقتصاد الألماني بعد الحرب فإن التوسع المرتقب في الأسواق لتي ترحيبا من قبل الألمان.
(3) كانت الصناعة الثقيلة الالمانية مهمة في التطور والنمو الاقتصادي لدول المنطقة كما أنها تمثل حجر الزاوية فى مشروع المونتاندرابيك.
(4) كانت الوحدة الأوروبية تعني للألمان وضع حد للعداء الفرنسي الألماني وحل مشكلة الفهم القسرى لإقليم سار Sunn لفرنسا.
(5) كما أن الوحدة ستؤدى إلى التخفيف أو إزالة الضغوط الخارجية خاصة تلك التي تتعلق بالمطالب الإقليمية من قبل دول البنيلكس على الأراضي الألمانية.
من أهم قوانين السوق المشتركة الذى كان له الأثر البعيد على ألمانيا ذلك الذي يتعلق برفع القيود على حركة الانتقال بين الدول الأعضاء ، فقد استفادت موانئ الراين واكتسبت اهمية كبرى كبؤرة للحركة نتيجة رفع القيود على الانتقال عن طريق تحديد حق الدول فى استخدام الوسائل التشريعية والمالية لتوجيه الحركة لمصالحها القومية غير أن موانئ ألمانيا الشمالية عانت من هذا الإجراء وفقدت الكثير من حركتها التجارية كما أن جاذبية الموقع بالقرب من نهر الراين أبرزت مشاكل الأقاليم الهامشية فقد كان الجزء الشمالي الغربى بمشاكلها الناجمة عن كثرة اللاجئين في الخمسينات وقلة التنوع الاقتصادي اكثر المناطق معاناة من هذا الاتجاه نحو الراين حتى اخذت الرفاهية المتدفقة بين أقاليم حوض الراين الغنية تخفف مؤخرا من حدة هذا التباين وكانت مشكلة التخلف الاقتصادى أكثر تفاقما وحدة في محافظة شلزويك هولشتاين المحصورة بين الدنمارك قبل انضمامها للسوق وبين دول الشرق الشيوعية ، كما أن جنوب شرق المانيا كان بمعزل من منطقة الراين ومحوره رغم ارتباطه الوثيق بالنمسا ( من غير أعضاء السوق ) وقد انعكست أهمية محور الراين في النمو نطرد في السكان والثروة كما أنه يحوى مناطق النمو الرئيسية في ألمانيا الغربية ، يتركز معظم مصانع الحديد والصلب الألمانية في محور الراين وخاصة في منطقة الراين - الرور الأدنى، ويعزى هذا التركز حول ملتق النهرين إلى سهولة نقل المواد الخام خاصة الحديد المستوردة الآتية عن طريق روتردام - ميناء أوروبا ، ورغم أن هذا الموقع قد احتفظ بأهميته في الفترة التي شهدت انشاء ومد أنابيب البترول والغاز الطبيعي فإن سهولة النقل المالى قد مهدت وسهلك اختراق الأنابيب خوض الراين من اتجاهات أخرى من موانى ألمانيا الشمالية وحتى من موانى الأدرياني والبحر الأبيض المتوسط. فقد شهد أول السبعينات إنشاء مصاف هامة لتكرير البترول في حوض الراين وحتى خارجه كما في منطقة القوشتادت Ingotxtuali في بفاريا ، كما شهد حوض الراين وخاصة منطقة الراين - مين وحوض نهر نيكر ، أكبر وسع في صناعة المواد الاستهلاكية المتينة.
أدت سياسة السوق المشتركة في ربط الصناعة الألمانية ربطا وثيقا بجاراتها من الدول الغربية من خلال ارتباطات جديدة إلى ازدياد أهمية حوض الراين في جغرافية غرب أوروبا الاقتصادية ومثلا أسهمت ارتباطات تنظيمية في صناعة الحديد والصلب والصناعة الكيماوية الثقيلة في ربط إقليم الراين - الرور الصناعى مع دلتاوات الراين - ماس - شلدت ورغم موقعه الداخلى بالنسبة لموارد الفحم والخام المستورد فقد استغل إقليم السار موقعه المركزى داخل المونتاندرايك لتوسيع علاقاتها وارتباطاتها وتوطيد العلاقة فى محور الراين ، وكانت النتيجة هي ظهور اقليم السارلورلكس Saarteilus وصناعاتها المديحة ذات الصبغة الدولية ، كما حدثت ارتباطات مماثلة في صناعة المواد الاستهلاكية المتينة ( وخاصة صناعة السيارات ) في منطقة الراين الثلاث ( الراين الأدنى والراين - مين وحوض نيكر) والتي تتميز بموقع وسط داخل المجموعة الستة الأصلية.
وقد ادى هذا التركز الصناعي في منطقة الراين والذي تم في وقت كان للتخطيط الإقليمي أهمية لا تذكر في السياسة الاقتصادية الألمانية ، إلى تباين شديد في مستوى التطور الصناعي بين إقليم الراين ومناطق ألمانيا الأخرى ، وقد سعت الحكومة إلى تخفيف حدة التباين بتشتيت الصناعة إلى الشمال الغربي والجنوب الشرق من الدولة (كما يتمثل في الصناعات التي تم إنشاؤها في حوض نهر الألب الأدنى حول شتاد وصناعة البتروكيماويات في بفاريا على التوالي).
في أواخر الأربعينات كانت ألمانيا تتخوف من تضخم سكاني كبير نتيجة لتوافد المهاجرين والمطرودين من المناطق الشرقية بأعداد هائلة وكانت تنظر إلى الوحدة الأوروبية وتحسين العلاقات المرتقب مع جاراتها كمنفذ لاستيعاب الفائض من سكانها ، ولكن زالت مخاوفها مع نهضتها الصناعية السريعة بعد الحرب التي أخذت تستوعب ليس الوافدين السابقين فحسب بل أولئك اللاجئين من ألمانيا الشرقية الذي ادى ايقافهم بيناء حائط برلين إلى نقص شديد في القوى العاملة مما استدعى في النهاية إلى استجلاب العمال الأجانب من أوروبا الجنوبية وتركيا لسد هذا النقص ، كانت مسألة الموارد الغذائية من أول المشاكل التي استحوذت على اهتمام الحكومة الألمانية بعد الحرب مباشرة على اثر تقسيم الدولة إلى شطرين وفقدان أراض زراعية شاسعة لبولنده ، فقد كانت أرض ألمانيا الشرقية قبل الحرب تنتج في العادة نحو 55% من القمح و 57% من البطاطس و 67% من بنجر السكر من الإنتاج الكلي لألمانيا كما كانت تحوى نحو نصف الأرض المزروعة و 55% من جملة الاراضي الممكن زراعتها ، وقد زال هذا الخوف والقلق في الخمسينات عندما لمحت الدولة تطبق المشروع الأخضر في عام 1955 بهدف تحسين تركيب الإنتاج الزراعي وتوحيد ودمج الملكيات الزراعية المبعثرة وبناء مزارع جديدة ووسائل زراعية وإلى رفع معدلات الإنتاج وتحسين نوعية المحصولات وتخفيض تكاليف الإنتاج والتركيز على الأبحاث الزراعية وتطبيق أحدث الوسائل العلمية في الزراعة ، وقد نجح المشروع وارتفع الإنتاج وتنتج ألمانيا الآن أزيد من ثلاثة أرباع احتياجاتها من المواد الغذائية ولكن مشكلة الزراعة ما زالت متفاقمه فالدولة ما زالت حائرة بين حماية المزارعين والاعتماد على المواد الغذائية المستوردة وبينما كان واضحا من البداية أن فرنسا وهولندا وإيطاليا كانت فى وضع أفضل للاستفادة من السياسة الزراعية ، فقد كانت المانيا تأمل في أن يؤدى أى تنازل من قبلها في هذا المجال إلى الحصول على مكاسب في مجال تسويق منتجاتها الصناعية في أسواق المجموعة الأوروبية ، فمن المؤكد أن المزارع الألماني لم يكسب إلا القليل في المنافسة بينه وبين المنتجين الإيطاليين والفرنسيين والهولنديين وخاصة في إنتاج الفواكه والخضر والخمور والدواجن ، بينما جذبت الصناعة اعدادا هائلة من المزارعين.
اما من ناحية النقل فألمانيا تمثل الصينية الدائرية ، بالنسبة لأوروبا ، خاصة بعد انقسامها إلى شطرين وازدياد الحركة وسهولة التنقل داخل السوق المشتركة ، فحركة المرور بين الدول غير الشيوعية في الشمال والجنوب تمر عبر المانيا الغربية لتفادي الاقاليم الشيوعية كما أن بناء الطرق الواسعة نتج عنه سهولة المرور عبر الاراضي الالمانية ، وعلى الرغم من أن الموانئ الالمانية في الشمال قد عانت من تسهيل حركة المرور والتنقل الدولي عبر دول السوق المشتركة لصالح روتردام - الميناء الأوربي فان تطور هذا المجمع الضخم وازدياد اهمية محور الراين ادى إلى تشجيع الحركة عبر المانيا ، كما أن النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد امدت آثاره الى موانئ الشمال التي شهدت زيادة في حركة الملاحة رغم تحول حركة نهر حوض الراين إلى موانى دول البنلكس ، فقد ظهرت ويلمزها فن من جديد كميناء بترول بينما تطورت موانى نهر الفبزر كموانئ حاويات بينما احتفظت هامبورج بأهميتها كميناء عام ومع ازدياد حركة المرور و ازدحامها في القنال الانجليزي والمدخل الجنوبي لبحر الشمال بالإضافة إلى ضحالة المياه والصعوبات الناجمة من ذلك ، يتوقع أن يجذب مصب نهر الألب الاهتمام كموقع الميناء عميق ضخم للسفن الضخمة الآتية من الشمال.
الاكثر قراءة في الجغرافية الاقليمية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
