ومنها:

الإتيان بما يُؤمَر به من الواجبات، وترك ما يُنهَى عنه من المحرّمات:

لما ورد من أنّ مَن كانت له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة؛ يأمر بالمعروف ويأتمر به، وينهى عن المنكر وينتهي عنه، ويحفظ حدود اللّه جلّ جلاله‌ [1]، وانّ اللّه سبحانه لعن الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به‌ [2]، وانّ من كان فعله لقوله موافقا فهو ناجٍ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقًا فإنّما ذلك مستودع‌ [3] وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار ثم ترمى، فقلت: يا جبرائيل! من هؤلاء؟ فقال: خطباء امّتك يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون‌ [4]، وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وصيّته لأبي ذر: يا أبا ذر! يطّلع قوم من أهل الجنّة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار؟ وإنّما دخلنا الجنّة بفضل تعليمكم وتأديبكم، فيقولون: إنّا كنّا نأمركم بالخير ولا نفعله‌ [5]، وعن أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيته لمحمّد بن الحنفية: يا بنيّ! اقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبّر أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به، وأكفّ الناس عمّا تنهى عنه، ومُر بالمعروف تكن من أهله، فإنّ استتمام الأمور عند اللّه تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [6]، وعن الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} [الأعراف: 165] قال: كانوا ثلاثة أصناف ائتمروا وأمروا فنجوا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرّا، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا[7]، وعن أمير المؤمنين عليه السّلام: انّ أهل النار ليتأذّون بنتن ريح العالم التارك لعلمه، وانّ أشدّ أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدًا إلى اللّه فاستجاب له وأطاع اللّه فأدخله اللّه الجنّة، وعصى اللّه الداعي فأدخله اللّه النّار بترك علمه، واتّباعه هواه‌[8]، وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: إنّ مثل من يعلم النّاس الخير ولم يعمل به كالسراج يحرق نفسه ويضيء غيره‌[9]، وورد انّ أظهر النّاس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى عن المعصية ولم ينته عنها، وأنّه كفى المرء غواية أن يأمر الناس بما لم يأتمر به، وينهاهم عمّا لا ينتهي عنه‌[10].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] مستدرك وسائل الشيعة: 2/364 باب 9 حديث 13، عن الآمدي في غرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.

[2] نهج البلاغة: 2/17 خطبة 125.

[3] الأمالي للشيخ الصدوق رحمه اللّه: 358 حديث 7، بسنده عن المفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: بِمَ يُعرَف الناس؟ فقال: من كان فعله لقوله موافقًا....

[4] وسائل الشيعة: 11/420 باب 10 حديث 11، عن إرشاد القلوب للديلمي.

[5] وسائل الشيعة: 11/420 باب 10 حديث 12، عن المجالس والأخبار.

[6] الفقيه: 4/277 باب 176 النوادر حديث 830.

[7] الكافي الروضة: 8/158 حديث 151.

[8] كتاب سليم بن قيس: 161.

[9] مستدرك وسائل الشيعة: 2/363 باب 9 حديث 8.

[10] مستدرك وسائل الشيعة: 2/364 باب 9 حديث 13.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

قسم رعاية الصحن الشريف ينهي استعداداته الخاصة بزيارة الأربعين

قسم الإعلام ينظم دورة تخصصية في تقنيات الذكاء الاصطناعي لعددٍ من منتسبيه

القسم النسوي بمجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) ينهي الاستعدادات لاستقبال زائرات الأربعين

قسم الشؤون الفكرية ينظّم ورشة تدريبية عن الالتزام والانضباط في الخدمة لفتية الكفيل

المزيد

الآخبار الصحية

علامات فارقة بين النوبة أو السكتة القلبية.. ماهي؟

الفلفل الأحمر.. سعرات حرارية منخفضة وفوائد صحية عديدة

8 أعراض إذا شعرت بها.. اذهب للطوارئ فورا !

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

المزيد

الآخبار التكنلوجية

إنتاج الهيدروجين الأخضر في البحر.. هذه أحدث الدراسات

"ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر !

ابتكار ومواهب وأموال.. مارك زوكربيرغ يعلن الحرب على أبل

عودة التعاون الفضائي بين روسيا وأميركا.. وبحث ملفات "هامة"

المزيد

مواضيع ذات صلة

من محامد الأوصاف والأفعال / انتهاز فرص الخير

من محامد الأوصاف والأفعال / لزوم المنزل

من محامد الأوصاف والأفعال / طاعة الله تعالى

من محامد الأوصاف والأفعال / أداء الفرائض

الصوم المندوب

في فضل الاذان والإقامة (حتى يعرف قدرهما ويهتمّ لهما)

في فضل الصلاة

الصواب

الدعاء والتوسّل وصلاة الليل

تعظيم المعلّم والتواضع له

علوّ الهمّة

الحرص على التعلّم