الوعد بالعذاب لمن باع اخرته
المؤلف:
السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
المصدر:
النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج1، ص375
2024-06-12
1749
{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]
الإِقتِرَافُ: إِقتِطَاعُ الشَّيءِ مِن مَکَانِهِ [1] وَقَولُهُ تعَالَى: {وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها} أَي: اکتَسَبتمُوهَا وَجَمَعتمُوهَا وَاقتَطَعتمُوهَا [2.
قَالَ اللهُ تعَالَى: {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ} أَي: قُل یَا مُحَمَّد لِهَؤلَاءِ الکُفَّارِ الـمُتَخَلِّفِینَ عَن الهِجرَةِ إِلى دَارِ الإِسلَامِ، إِن کَانَ آبَاءَکُم الَّذِینَ وَلَدُوکُم، وَأَبنَاءَکُم الَّذِینَ وَلَدتمُوهُم مِن الذُّکُورِ، وَإِخوَانَکُم في النَّسَبِ، وَأَزوَاجَکُم المًعقُودَةِ في بِیُوتِکُم، وَأَقَارِبَکُم.
وَأَموَالَکُم الـمُکتَسَبَةِ الـمُجتَمِعَةِ، وَتِجَارَةٌ تَخشَونَ أَنَّهَا تُکسَرُ، إِذَا شُغِلتُم مِنهَا بِطَاعَةِ اللَّـهِ تعَالَى، وَالجِهَادِ، وَسَائرِ عِبَادَاتهِ، وَمَسَاکِنَ اختَرتُموهَا لأَنفُسکُم، وَیُعجِبکُم الـمَقَامَ فِیهَا، أَحَبُّ وَأَقرَبُ إِلى قُلُوبِکُم مِنَ اللَّـهِ، مِن طَاعَةِ اللَّـهِ الَّذِي وَصَلَکُم، وَأَعطَاکُم بِهَا.
وَرَسُولُهُ: أَي: وَطَاعَةُ رَسُولُه؛ مِن استِمَاعِ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الأَعمَالِ الـمَرغُوبَةِ، فَتَرَبَصُوا وَانتَظِرُوا حَتَّى یَأَتِي اللهُ بِحُکمٍ، وَقِیلَ: بِعُقُوبَةٍ عَلَى اختِیَارَکُم هَذِه الـمَذکُورَاتِ، عَلَى طَاعَةِ اللَّـهِ، وَالجِهَادِ في سَبِیلِه، إِمَّا عَاجِلَة وَإِمَّا آجِلَة، وَفِیهِ وَعِیدٌ شَدِیدُ، لَا طَاقَة لِـمَن یَخُوضُ فِیهَا تَدَبُرَاً: {وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقينَ}.
[1] تفسير الآلوسي: 10/71.
[2] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/30.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة