(الفقرة الاولى):
عن سيد الموحدين وامير المؤمنين عليه السلام{ الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق}
حقا انها كلمة لو اجتمع الجن والانس ليأتوا بافضل منها لا يستطيعون، لا اقول انها اية قرآنية ولكنها من لسان حكيم ، فكلا الصنفان المذكوران بالحديث متمسكان بمبدأ الانسانية ، فالانسان انسان مهما كان دينه و مذهبة او معتقده، تبقى الانسانية هي السائدة برجاحة كفة العقل على الجهل.
(الفقرة الثانية):
في كتاب الله العزيز وليس في كتاب آخر سنجد هذه الآية : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}ال عمران 64.
الاية الكريمة واضحة ولا تحتاج بيان ولكن نذكر منها ما يشفي غليل الموضوع وهو: الآية الكريمة تدعو للرجوع الى المشتركات ما بين الاديان وهذا المشترك هو{ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا }.
لم تقل الآية( يا اهل الكتاب تعالوا الى الحرب)او( يا اهل الكتاب تعالوا نفخخ السيارات ونرى من هو اقوى انفجاراً)...بل هي آية واضحة تحث على النقاش (العلمي) (الغير مسيس) (خالي من التعصبات)(ولا تأخذنا العزة بالاثم).
(الفقرة الثالثة):
يقول علماء النفس ان اصحاب الصفات المتشابهة - سواء بالطبائع او بالخِلقة – يميلون الى انشاء تجمعات من حيث لا يشعرون. ولذلك نجد مثلا المسيحيون يتمركزون في بقع خاصة بهم بحكم اشتراك عقيدتهم فيما بينهم، وكذلك المسلمون وباقي المذاهب والأديان، وهذا من البديهيات للمطّلع و غير المطّلع.
وبعد سنين طويلة على هذا النظام الاجتماعي الى ان تشكلت الدول ذات الحدود المحصنة التي منعت الحركة الفكرية بين اللأديان و المذاهب والفكر بصورة عامة والتي شكلت لكل دولة او مجموعة منعزلة نظام فكري يشحن القناعات منذ الصغر !! وانتج ذلك على سبيل المثال:
(1)_ ولد طفل في منطقة وهابية
(2)_ تناول جرعا الفكر الوهابي بكثافة
(3)_ احدى الافكار كانت(1+1=7)
(4)_ أصبح عمر الطفل عشرون عاماً
(5)_ جئت انت ايها القارئ تريد ان تقنعه بأن(1+1=2)
ملاحظة: عشرون سنة يعتقد أن(1+1=7) بسبب تشبعه بقناعات صارخة من كبار السن الذي ايضا يعتقد بعدم وقوعهم بالخطأ اضافةً الى فقدان الثقة بك.
(6)_ نظرا الى نسبة التعصب والانفعال السريع والشحنة السالبة ضدك فلا تلوم نفسك ان كان الجواب هو ان خدك الأيمن سيصبح أحمر مهما كان لون خدك.
اذن قضية الاتباع لها التاثير الأكبر على بني ادم (قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما ألفَينا عَليهِ آباءَنا أَوَ لَو كانَ آباؤُهُم لا يَعْقِلونَ شَيئاً) سورة البقرة
(الفقرة الاخيرة)
كل ما تقدم هو تمهيد لهذه الفقرة المهمة وذلك فاننا نريد ان نطرح مثالا في ما يجري للشعوب الحالية ولتكن جمهورية مصر و دولة بني سعود مثالنا.
الان كما نعلم ان مصر تشعر بالذعر من المد الشيعي و عندما اقول مصر اقصد قيادة الدولة و نظامها الامني القومي الاقليمي، ولكن هل منع المد الشيعي باستعمال الصلاحيات الامنية هو امر حكيم؟؟ وان كان الدين او المذهب الذي عليه جمهورية مصر هو الحق فلماذا الخوف من المد الشيعي؟؟.
ولماذا تنتشر القنوات الفضائية السعودية المجرِّحة في المذاهب والشخصيات والحكومات ؟؟!! اليس الاسلام هو الذي علمنا على النقاش السلمي البنّاء؟! وهل ان اتهام ايران بالكفر والمجوسية وووو هو ما اوصاكم به القرآن و السنة ام اوصتكم به نظام الدولة خوفا على عروشها واستخدمت الاسلام حجة في مد ذرائع العدائية؟؟!!.
الآن على شاشات التلفاز اكثر من عشرين قناة فضائية تختص بتشويه المذهب الشيعي فمن اين تمويلها؟؟! هل هو من الزكاة مثلاً !! ولو كان رسول الله صلى الله عليه وآله موجوداً هل يرضى بما يجري؟! علما ان هذه التشويها هي رفعة لنا لانها تكشف عن مراد المخربين.
فهذا كله من مقومات الفقرة الثالثة كما تقدم:
فإلى اين سنصل في نهاية المطاف فان الشاب المسلم من صغره يشحن بقناعات تكفيرية واذا به يتحبب الى قتل من يكفرهم والبعض منهم يدمن على الدماء بحجة ان الشرع يحلل عليه القتل!! والبعض يتحبب الى الحوريات وكأن ثمرة الابتلاء في الدنيا هي الحصول على الحوريات لا لإرضاء الله تعالى!!
انا لا اقصد في كلامي "داعش" لان "داعش" اهون ممن روضه و فتح له الحبل من رقبته .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN