1

بمختلف الألوان
حاول بنو أُميَّة (لعنهم الله) بكلِّ ما يملكون من تجبّر وطغيان إركاع الثورة الحسينية بإركاع رموزها، وما انفكوا يقرعون طبول الغدر والخيانة ليجتمع الناس حولهم بغية ردع الثورة وقهر الثوار، ولكنَّ مشيئة الله كانت هي الأقوى لإعلاء كلمة الحقِّ ونصرة الدين وفضح الباطل، ومن الرموز التي حاول الأُمويون قهرها... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
أبعاد فلسفة زيارة الأربعين في فكر السيد السيستاني -قراءة تحليلية-
عدد المقالات : 18
أبعاد فلسفة زيارة الأربعين في فكر السيد السيستاني -قراءة تحليلية-

بقلم: طارق الغانمي

تحليل الفلسفة الكامنة وراء توجيهات السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، والتي تربط الزيارة ليس فقط باستذكار الإمام (ع)، بل بكونها تذكرة بالله تعالى وتعاليمه. فالبيان المبارك للزائرين، ليس مجرد نص، بل هو رسالة تجاوزت الزمان والمكان، ونسجت من كلماته قراءة عميقة لفلسفة الزيارة الأربعينية، نستلهم منها منهجا متكاملاً للحياة، فهو دعوة إلهية صريحة للروح قبل الجسد، وللقلب قبل القدم.

بدأ الخطاب بمدخل رصين، يضع فيه المرجع الأعلى زيارة الأئمة (عليهم السلام) في إطارها الحقيقي؛ لا مجرد عادة اجتماعية، بل هي محطة لتجديد العهد مع المبادئ والقيم التي ضحى من أجلها الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، إنها ليست رحلة للسياحة الروحية فقط، بل هي رحلة للتربية والتزكية، وإعادة ترتيب أولويات الروح في زمن كثرت فيه الغفلة.

ولعل أبرز ما ميز هذا البيان هو عمقه الروحي وتشبعه بالقيم الإسلامية الأصيلة، حيث لا يكتفي بالحديث عن أهمية الصلاة كفرض ديني روتيني، بل يربطها ربطا وثيقا بالالتزام بأوقاتها، ويرفعها إلى منزلة روحية سامية، ويجعلها عمود الدين ومعراج المؤمنين، وهو تشبيه بليغ يعطي الصلاة بعدها الأسمى؛ فهي ليست مجرد حركات، بل هي وسيلة للارتقاء بالروح إلى حضرة الله سبحانه وتعالى، ويذكرهم بأنها عمود الدين، وأن الاستخفاف بها يباعد المرء عن شفاعة أهل البيت(عليهم السلام).
وفي هذا تذكير بليغ بأن حب الحسين(ع) لا يكتمل إلا بالتمسك بما ضحى من أجله، وفي مقدمتها الصلاة. فمن أحب الحسين حقا، لا يمكنه أن يتهاون في الأمر الذي ضحى من أجله سيد الشهداء (ع) نفسه. وهو استحضار لموقفه (عليه السلام) في يوم عاشوراء، إذ صلى في ساحة القتال مع شدة الرمي، مما يجعله قدوة خالدة لكل زائر.
وأيضا أكد البيان على أن الصلاة هي الميزان الذي توزن به جميع الأعمال، فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، وهذا التنبيه يضع الصلاة في قلب اهتمامات الزائر، ويجعله يدرك أن كل خطوة يخطوها في المسيرة، وكل عمل صالح يفعله، يعتمد قبوله على قبوله للصلاة، إنها بمثابة حجر الأساس الذي يبنى عليه صرح العبادة بأكمله.
شدد البيان على أهمية أداء الصلاة في أول وقتها، ويشير إلى أن أحب العباد إلى الله هم أسرعهم استجابة للنداء، وهذا التوجيه ليس مجرد دعوة للتنظيم، بل هو دعوة للتعبير عن الشوق للقاء الله، وتقديم حقه على أي طاعة أخرى. وفي هذا إشارة لطيفة إلى أن المؤمن لا ينبغي أن يتشاغل عن الصلاة في وقتها بأي شيء آخر، مهما كان عظيما؛ لأن الصلاة هي الأفضل والأولى.
وبهذه الطريقة، يرفع البيان من شأن الصلاة، ويحررها من صورتها النمطية كواجب فحسب، ليعيدها إلى مكانتها الحقيقية كمحور للعبادة، ودليل على صدق الإيمان، ومقياس لقبول جميع الأعمال.
كما أنه يركز على قيمة الإخلاص بوصفه جوهر أي عمل صالح، فلا يعرف المرجع الأعلى الإخلاص كصفة مجردة، بل كقوة دافعة وحقيقة محورية تحدد قيمة العمل ومصيره، ويشير إلى أن العمل بلا إخلاص كبناء على غير أساس متين، يزول بزوال الحياة الدنيا، وأما العمل المخلص، فإنه يبقى خالدا ومباركا.
أي إنه يقدم الإخلاص بمثابة المحك الذي يميز العمل الخالد عن العمل الفاني الذي لا يخلف أثرا بعد الحياة الدنيا. وفي هذا إشارة لطيفة إلى ضرورة تجنب الرياء والشهرة في هذه الزيارة، وأن يكون المقصد هو وجه الله تعالى وحده.

ذهب البيان إلى ما هو أبعد من مجرد النية، فيؤكد أن قيمة العمل وبركته تتناسب طرديا مع درجة الإخلاص فيه، وكأن الإخلاص هو الوقود الذي يضاعف الأجر، ليبلغ "سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء". هذه الفكرة تمنح الزائر إحساسا بالمسؤولية؛ فكل خطوة وكل عمل في هذه المسيرة، يمكن أن يتحول من فعل عادي إلى عبادة عظيمة إذا ما أخلص فيه لله تعالى.

كما استحضر البيان حديث النبي (صلى الله عليه وآله) عن هجرة المسلمين إلى المدينة، ليظهر كيف أن النية هي التي تلون الفعل وتمنحه معناه الحقيقي. فمن هاجر إلى الله ورسوله، كانت هجرته خالصة، ومن هاجر لدنيا يصيبها، كانت هجرته إليها. هذا التشبيه البليغ يضع الزائر أمام مرآة نفسه، ويدعوه للتساؤل: "ما الذي يدفعني لهذه المسيرة" هل هو حب الحسين الخالص، أم هو السعي وراء مكانة اجتماعية، أو رغبة في الظهور، أو مجرد الانضمام إلى الجموع

ثم ينتقل إلى قضية بالغة الأهمية في هذا العصر وهي الستر والحجاب، لا يقدمها كقاعدة فقهية مجردة أو جامدة، بل ينسجها في نسيج عاطفي عميق يلامس شغاف القلوب، ويربطها ربطا وثيقا بأعماق جراح أهل البيت (عليهم السلام)، ويذكر بأنهم لم يتأذوا بشيء من فعال أعدائهم يوم كربلاء بمثل تأذوا به من هتك حرمهم بين الناس. هذا الربط التاريخي المؤلم والعاطفي العميق يجعل من الحجاب ليس مجرد غطاء للجسد، بل هو غطاء للروح، ورمز للعفة تحمل في طياتها ذكرى هذه المأساة، وحماية لشرف سالت من أجله الدماء الزاكيات، والتي ضحى من أجلها الأئمة(عليهم السلام).
هنا يكمن الجمال البلاغي في البيان، فالحجاب يتحول من رمز للتقيد إلى رمز للتحرر؛ تحرر من قيود الشبهات، وقيود الانحراف، وقيود أي سلوك لا يليق بهذه المسيرة المقدسة.
إن المرجع لا يكتفي بالدعوة إلى اللباس الساتر، بل يوصي بمراعاة مقتضيات العفاف في التصرفات والمظاهر، ويدعو إلى تجنب الألبسة الضيقة، والاختلاطات المذمومة، والزينة المنهي عنها، مؤكدا على ضرورة مراعاة أقصى المراتب الميسورة في ذلك.
هذا التوجيه ليس تضييقا، بل هو تسمية للأشياء بمسمياتها؛ فهو يرفض أي سلوك يخدش قدسية هذه الشعيرة، ويرفض أن تتحول زيارة الحسين(ع)، الذي ضحى من أجل العفاف والطهر، إلى ساحة للتجاوزات. إنه يذكر الزوار، وخاصة المؤمنات، بأنهم ليسوا مجرد حشود عابرة، بل هم سفراء لقضية مقدسة، وكل تصرف منهم يعكس صورة هذه القضية للعالم.
وفي المحصلة، يرفع البيان الحجاب من مستوى الحماية الشخصية إلى مستوى الحماية الرسالية، ليصبح جزءا من تضحيات كربلاء، ووساما على صدر كل من يحمل راية العفاف في هذه المسيرة المباركة، وإنه دعوة للعودة إلى جوهر الزيارة، حيث لا مكان للظواهر البراقة الفارغة، بل كل شيء يجب أن يكون خالصا لوجه الله تعالى ومستلهما من سيرة أهل البيت (عليهم السلام).
إن الدعوة إلى الإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى في المسيرة ليست مجرد وصية دينية، بل هي وسيلة عملية لتعزيز الإخلاص، فالذكر الدائم يربط القلب بالله، ويطهره من شوائب الرياء وحب الظهور، ويذكر الزائر بأن الهدف الأسمى ليس الوصول إلى كربلاء بحد ذاته، بل الوصول إلى حالة روحية سامية من القرب من الله تعالى والاتصال بأهل البيت(عليهم السلام).
ويختم البيان بدعاء خاشع جامع، يطلب فيه من الله (عز وجل) أن يبارك لزائري الأربعين سعيهم، ويتقبل منهم عملهم، ويجعلهم قدوة لغيرهم، ويحشرهم مع من أحبوا. وفي هذا الدعاء تجلي للروح الأبوية للمرجع الأعلى، الذي لا يرى الزوار مجرد أفراد، بل يراهم أمة كاملة تحمل رسالة عظيمة، تحتاج إلى رعاية وتوجيه ودعاء.
بهذا الأسلوب، رفع البيان أهمية الزيارة من مجرد شرط لقبول العبادة إلى فلسفة حياة كاملة تطبق في أدق التفاصيل، وتجعل من الزيارة الأربعينية فرصة ثمينة للتخلص من قيود الأنا، والانطلاق نحو عمل خالص لله تعالى لا يزول بزوال الدنيا.
نعم.. هذا البيان هو دعوة للجميع للارتقاء بزيارة الأربعين المباركة من مجرد طقس إلى منهج حياة، ومن مسيرة بالأقدام إلى رحلة بالقلوب والأرواح، لتكون كل خطوة فيها قربانا لله تعالى، وتجديدا لعهد الوفاء مع الحسين وأهل بيته (صلوات الله عليهم).
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/08/05م
عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه دعا بنيه وبني أخيه فقال: إنكم صغار قوم، ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه، وليضعه في بيته. هذا القول النبوي العلوي الحسنيّ، لم يكن مجرّد وصيّة أبوية، بل كان بيانًا حضاريًا لرؤية مدرسة أهل البيت عليهم السلام في بناء... المزيد
عدد المقالات : 30
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/08/03م
أنماط في اتخاذ القدوة بين التبعية الواعية والذوبان المرضي الأستاذ الدكتورنوري حسين نور الهاشمي 2/8/2025 في المجتمعات التي ما زالت تعيد إنتاج رموزها دون تمحيص، وتمنح الولاء قبل السؤال، يبرز موضوع "القدوة" بوصفه مفتاحًا أساسيًا لفهم البنية الثقافية والنفسية للفرد والجماعة. فليس اتخاذ القدوة أمرًا... المزيد
عدد المقالات : 38
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/27م
بقلم زيد علي كريم الكفلي حين يضحي الحسين عليه السلام بأغلى ما يملك هنا تدرك إنه هو النفس المطمئنة، نفس تجلت بصبره ورضاه لقضاء الله وقدره، فلا يزعزها خوف ولا يطغى عليها طمع... نفس هادئة في كل أحوالها، وحتى قبيل استشهاده عليه السلام أستقبلها بابتسامة مميزة لتلاقي ربها راضية مرضية. مضت أعواما وما زالت... المزيد
عدد المقالات : 89
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/23م
اهتم البابليون بالنجوم ودرسوها، وأطلقوا عليها أسماء مختلفة، بعضها مرتبط بالآلهة والبعض الآخر بوصف الظواهر الطبيعية. كان علم الفلك البابلي متقدما جدا، وترك بصمة كبيرة على العلوم الفلكية اللاحقة. أمثلة على أسماء النجوم عند البابليين: النجوم المرتبطة بالآلهة: *-نجم المشتري: مرتبط بالإله مردوخ. *-نجم... المزيد
عدد المقالات : 48
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/08/05م
في زمن الغياب، يظن الناس أن الفراغ هو النهاية، لكن الأرواح المتيّمة تدرك أن الغائب لا يبتعد، بل يسكن في القلوب التي وسعها الشوق حتى غدت مرآةً لوجهه. الغيبة ليست موتًا، بل غربلة لا يبقى فيها إلا المخلصون. والهمسة التي لا ينساها عشاقه: "أنا المهدي... أراكم، فلا تيأسوا." في زمن الغيبة، لسنا وحدنا من لا... المزيد
عدد المقالات : 30
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/08/05م
في ظلمة الليل، وقف "عاصم" على أعتاب الغابة. أمامه طريقان: أحدهما مألوف، آمن، لكنه طويل يفضي إلى المجهول، والآخر مظلم تتربص به المخاطر، لكنه يوصل مباشرة إلى قريته حيث ينتظر المرضى دواءً يحمله. اشتعلت في قلبه نار التردد. صوت داخلي يقول: "اختر الأمان؛ فما يهمك شأن الآخرين"، وآخر يهمس: "هل تخشى ألست القوي... المزيد
عدد المقالات : 10
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/08/01م
في زمانٍ غلب عليه الانحراف عن آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتسلط فيه الطغاة الأمويون على مقاليد الدين والسياسة، انبرى الشاعر الكميت بن زيد الأسدي ليكون لسان الحق في وجه الباطل، ولسان الولاية في وجه النفاق، فكانت قصائده وثائق أدبية ومواقف عقائدية تسكن في ضمير الأمة وتنبض بحب محمد وآل محمد. ومن... المزيد
عدد المقالات : 30
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/20م
أيّها المغترّ بهم رويداً لا عجبَ أن يتبدّلَ رأي الإنسان ويتغيّرَ نظرُه، فإنّ من طبع العقل النقيّ أن يُراجع، ومن دأب النفس الباحثة أن تُنقّب، ومن شأن الموضوعيّ أن لا يستحيي من التحوّل إذا لاح له الحقّ وتجلّى له الصواب. ولا ريب أنّ هذا التبدّل يُعدّ من الحُسن إذا كان انتقالاً من ظلمات الضلال إلى... المزيد
عدد المقالات : 137
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثاني والثلاثين: الوعي الكوني وسؤال المراقبة في ميكانيكا الكم الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/8/2025 سواء عُبّر عن هذه الفكرة بمصطلحات لاهوتية أو علمية، فإن الاقتراح بأن العقول الواعية مرتبطة بطريقة ما ... المزيد
اسباب انخفاض سعر الدولار مقابل الدينار العراقي 2025 يشهد سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي تراجعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ويعود هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والإجرائية المتداخلة، التي تختلف في مستوى تأثيرها لكنها... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الحادي والثلاثون: ميكانيكا الكم وتأملات في الدور الإلهي الخفي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 2/8/2025 تقدم نظرية الكم، من منظور تأملي، تصورًا يسمح بطرح دورين محتملين لله سبحانه وتعالى في العالم الطبيعي، وذلك... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/07/29
أصدر قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة دليلًا قصصياً بعنوان "المهمة وقصص أخرى". ويضمّ الكتاب الذي أشرف على...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
2025/07/29
( خيرٌ من الخيرِ فاعله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com