1

بمختلف الألوان
حاول بنو أُميَّة (لعنهم الله) بكلِّ ما يملكون من تجبّر وطغيان إركاع الثورة الحسينية بإركاع رموزها، وما انفكوا يقرعون طبول الغدر والخيانة ليجتمع الناس حولهم بغية ردع الثورة وقهر الثوار، ولكنَّ مشيئة الله كانت هي الأقوى لإعلاء كلمة الحقِّ ونصرة الدين وفضح الباطل، ومن الرموز التي حاول الأُمويون قهرها... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
آيات قرآنية في کتاب معجم الفروق اللغوية للعسكري (ح 3) (الإذن والإجازة، الإرادة والمشيئة)
عدد المقالات : 813
جاء في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزياده للمؤلف أبو هلال العسكري: الفرق بين الاخذ والاتخاذ: أن الاخذ مصدر أخذت بيدي ويستعار فيقال أخذه بلسانه إذا تكلم فيه بمكروه، وجاء بمعنى العذاب في قوله تعالى "وكذلك أخذ ربك" (هود 102) وقوله تعالى "فأخذتهم الصيحة" (المؤمنون 41) وأصله في العربية الجمع ومنه قيل للغدير وخذ وأخذ جعلت الهمزة واوا والجمع وخاذ واخاذ، والاتخاذ أخذ الشئ لامر يستمر فيه مثل الدار يتخذها مسكنا والدابة يتخذها قعدة، ويكون الاتخاذ التسمية والحكم ومنه قوله تعالى " واتخذوا من دونه آلهة " (الفرقان 3) أي سموها بذلك وحكموا لها به. الفرق بين الاداء والابلاغ: قد يفرق بينهما بأن الابلاغ: إيصال ما فيه بيان وإفهام ومنه البلاغة، وهو إيصال الشئ إلى النفس بأحسن صورة من اللفظ. والاداء: إيصال الشئ على الوجه الذي يجب فيه. ومنه: فلان أدى الدين أداء. وقال بعض المحققين: الابلاغ: يستعمل في المعاني كما في قوله سبحانه: "ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم" (الجن 28). والاداء في الاعيان كما في قوله سبحانه: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها " (النساء 58).

وعن الفرق بين الإذن والإجازة يقول العسكري في كتابه: قد فرق بينهما بأن الاذن: هو الرخصة في الفعل قيل إيقاعه، ويدل عليه قوله تعالى: " فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم" (النور 62). وقوله تعالى: "ليستاذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم" (النور 58). والاجازة: الرخصة في الفعل بعد إيقاعه، وهو بمعنى الرضا بما وقع، ولذلك يسمون الفقهاء رضا المالك بما فعله الغير: فضولا، وكذا يسمون رضا الوارث بما فعله الموصي من الوصية بما زاد على الثلث: إجازة. الفرق بين الإرادة والإصابة: أن الارادة سميت إصابة على المجاز في قولهم أصاب الصواب وأخطأ الجواب أي أراد، قال الله تعالى " رخاء حيث أصاب" (ص 36).

وعن الفرق بين الإرادة والمشيئة يقول أبو هلال العسكري: قيل: الارادة هي العزم على الفعل، أو الترك بعد تصور الغاية، المترتبة عليه من خير، أو نفع، أو لذة ونحو ذلك. وهي أخص من المشيئة، لان المشيئة ابتداء العزم على الفعل، فنسبتها إلى الارادة نسبة الضعف إلى القوة، والظن إلى الجزم، فإنك ربما شئت شيئا ولا تريده، لمانع عقلي أو شرعي. وأما الارادة فمتى حصلت صدر الفعل لا محالة. وقد يطلق كل منهما على الآخر توسعا. وإرادته عز وجل للشئ نفس إيجاده له. ويشهد لذلك الاخبار. منها ما روي عن صفوان قال: قلت لابي الحسن أخبرني عن الارادة من الله، ومن الخلق، فقال: الارادة من الخلق: الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل. وأما من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك، لانه لا يروي. ولا يهم، ولا يتفكر. فهذه الصفات منفية عنه تعالى. وهي صفات الخلق. فإرادة الله الفعل لا غير، يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا قول: ولا نطق بلسان، ولا همة ولا تفكر. ولا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له. وقال بعض المحققين: الارادة في الحيوان شوق متأكد إلى حصول المراد. وقيل: إنها مغايرة للشوق، فإن الارادة هي الاجماع وتصميم العزم. وقد يشتهي الانسان ما لا يريده كالاطعمة اللذيذة بالنسبة إلى العاقل الذي يعلم ما في أكلها من الضرر. وقد يريد: ما لا يشتهيه كالأدوية الشنيعة النافعة التي يريد الانسان تناولها لما فيها من النفع. وفرق بينهما بأن الارادة: ميل اختياري، والشوق: ميل جبلي طبيعي. ولذا يعاقب الانسان المكلف بإرادة المعاصي، ولا يعاقب باشتهائها. وقيل: إرادة الله سبحانه توجب للحق حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه. وقيل: بل هي علمه بنظام الكل على الوجه الاتم الاكمل، من حيث إنه كاف في وجود الممكنات، ومرجح لطرف وجودها على عدمها، فهي عين ذاته والمحبة فينا ميل النفس أو سكونها بالنسبة إلى ما يوافقها عند تصور كونه موافقا، وملائما لها، وهو مستلزم لارادته إياه. ولما كانت المحبة بهذا المعنى محالا في حقه تعالى، فالمراد بها ذلك اللازم، وهو الارادة. وقال بعض الاعلام: المشيئة والارادة قد يخالفان المحبة، كما قد نريد نحن شيئا لا يستلذ، كالحجامة، وشرب الدواء الكريه الطعم. وكذلك ربما انفكت مشيئة الله تعالى وإرادته عن محبته ورضاه. انتهى. وعلى هذا فالارادة أعم من المحبة، لان كل محبوب مراد، دون العكس. وقال بعض المحدثين من المتأخرين، في جواب من سأل عن الفرق بين القضاء والقدر، والامضاء والمشيئة، والارادة والخلق: المستفاد من الاخبار أن هذه الاشياء متغايرة في المعنى، مترتبة في الوجود، إلا أن الظاهر أن الامضاء والخلق بمعنى واحد. فالمشيئة قبل الارادة، والارادة قبل القدر، والقدر قبل القضاء، والقضاء قبل الامضاء، وهو الخلق، وهو إبراز المعدوم في الوجود، وتأليفه، وتركيبه، فالمشيئة بالنسبة إلينا هي الميل الاول بعد حصول العلم بالشئ. والارادة: هي الميل الثاني القريب بعد أن تنشطت النفس إلى فعله، وصممت على إيجاده. والقدر: هو التقدير بالمقدار طولا وعرضا مثلا. والقضاء: هو التقطيع والتأليف. والامضاء: هو إبراز الصنعة في عالم المصنوع، مثاله في المحسوس: هو أنك إذا أردت أن تخيط ثوبا، فلابد أن تكون عالما بالعلة الغائية التي هي المرتبة الاولى، فيحصل لك ميل إلى لبس الثوب، وهذا هو المشيئة وهي المرتبة الثانية، فيدعوك ذلك الميل إلى لبسه إلى الميل إلى خياطته وتقطيعه، وهذا هو الارادة: وهي المرتبة الثالثة. فتقدره أولا قبل تقطيعه، لئلا يحصل فيه الزيادة والنقصان، وهذا هو القدر: وهي المرتبة الرابعة، فتقطعه بعد ذلك على حسب وضع الثوب في كيفيته، فيحصل الغرض المقصود منه، وهذا هو القضاء: وهي المرتبة الخامسة، ثم تؤلف تلك الاجزاء، وتضعها في مواضعها. وهذا هو الامضاء: وهو الخلق، وهو الصنع والتصوير. ويدل على ذلك صريحا ما رواه الكلينى قدس سره، قال: سئل العالم عليه السلام: كيف علم الله قال: " علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة وبمشيئته كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء. والعلم متقدم على المشيئة، والمشيئة ثانية، والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء. فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد من تقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء، فلا بداء. فالعلم بالمعلوم قبل كونه، والمشيئة في المشاء قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه. والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء من المبرم من المفعولات، الحديث. وبه ينحل قول مولانا أمير المؤمنين لما فر من حائط أشرف على الانهدام: " أفر من قضاء الله إلى قدره ". إلا أن نسبة هذه المعاني إليه سبحانه على وجه المجاز لا الحقيقة، إذ المقصود من هذا الكلام: التقريب إلى الافهام. إذا عرفت هذا فاعلم أن إرادته سبحانه على ضربين كمشيئته: أحدهما: حتم: وهي الارادة المتعلقة بالتكوين كالخلق، والرزق والاحياء، والاماتة، وتسخير الافلاك، وبالجملة فكل ما هو ليس من أفعال العباد الاختيارية فهذه لا تختلف عن إرادته، وإليه أشار سبحانه بقوله: "ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا" (يونس 99).
وردت آيات قرآنية في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزيادة للمؤلف أبو هلال العسكري ضمن فقرات منها: لانجاء والتنجية، الانزال والتنزيل، الانظار والتأخير، البأس والخوف، الباقي والقديم، النجس والنقصان، البر والصلة، البزوغ والطلوع والشروق، البشارة والخبر، البشر والناس، الاذن والاجازة، الاحساس والادراك، الارشاد والهداية، الاساءة والنقمة، الاستطاعة والقدرة، الاستماع والسماع، الاسم والتسمية، الاتقان والاحكام، البعث والنشور، الاثم والعدوان. كل مجموعة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/08/05م
عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه دعا بنيه وبني أخيه فقال: إنكم صغار قوم، ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه، وليضعه في بيته. هذا القول النبوي العلوي الحسنيّ، لم يكن مجرّد وصيّة أبوية، بل كان بيانًا حضاريًا لرؤية مدرسة أهل البيت عليهم السلام في بناء... المزيد
عدد المقالات : 30
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 ايام
2025/08/03م
أنماط في اتخاذ القدوة بين التبعية الواعية والذوبان المرضي الأستاذ الدكتورنوري حسين نور الهاشمي 2/8/2025 في المجتمعات التي ما زالت تعيد إنتاج رموزها دون تمحيص، وتمنح الولاء قبل السؤال، يبرز موضوع "القدوة" بوصفه مفتاحًا أساسيًا لفهم البنية الثقافية والنفسية للفرد والجماعة. فليس اتخاذ القدوة أمرًا... المزيد
عدد المقالات : 38
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/27م
بقلم زيد علي كريم الكفلي حين يضحي الحسين عليه السلام بأغلى ما يملك هنا تدرك إنه هو النفس المطمئنة، نفس تجلت بصبره ورضاه لقضاء الله وقدره، فلا يزعزها خوف ولا يطغى عليها طمع... نفس هادئة في كل أحوالها، وحتى قبيل استشهاده عليه السلام أستقبلها بابتسامة مميزة لتلاقي ربها راضية مرضية. مضت أعواما وما زالت... المزيد
عدد المقالات : 89
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/23م
اهتم البابليون بالنجوم ودرسوها، وأطلقوا عليها أسماء مختلفة، بعضها مرتبط بالآلهة والبعض الآخر بوصف الظواهر الطبيعية. كان علم الفلك البابلي متقدما جدا، وترك بصمة كبيرة على العلوم الفلكية اللاحقة. أمثلة على أسماء النجوم عند البابليين: النجوم المرتبطة بالآلهة: *-نجم المشتري: مرتبط بالإله مردوخ. *-نجم... المزيد
عدد المقالات : 48
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/08/05م
في زمن الغياب، يظن الناس أن الفراغ هو النهاية، لكن الأرواح المتيّمة تدرك أن الغائب لا يبتعد، بل يسكن في القلوب التي وسعها الشوق حتى غدت مرآةً لوجهه. الغيبة ليست موتًا، بل غربلة لا يبقى فيها إلا المخلصون. والهمسة التي لا ينساها عشاقه: "أنا المهدي... أراكم، فلا تيأسوا." في زمن الغيبة، لسنا وحدنا من لا... المزيد
عدد المقالات : 30
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 13 ساعة
2025/08/05م
في ظلمة الليل، وقف "عاصم" على أعتاب الغابة. أمامه طريقان: أحدهما مألوف، آمن، لكنه طويل يفضي إلى المجهول، والآخر مظلم تتربص به المخاطر، لكنه يوصل مباشرة إلى قريته حيث ينتظر المرضى دواءً يحمله. اشتعلت في قلبه نار التردد. صوت داخلي يقول: "اختر الأمان؛ فما يهمك شأن الآخرين"، وآخر يهمس: "هل تخشى ألست القوي... المزيد
عدد المقالات : 10
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2025/08/01م
في زمانٍ غلب عليه الانحراف عن آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتسلط فيه الطغاة الأمويون على مقاليد الدين والسياسة، انبرى الشاعر الكميت بن زيد الأسدي ليكون لسان الحق في وجه الباطل، ولسان الولاية في وجه النفاق، فكانت قصائده وثائق أدبية ومواقف عقائدية تسكن في ضمير الأمة وتنبض بحب محمد وآل محمد. ومن... المزيد
عدد المقالات : 30
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/20م
أيّها المغترّ بهم رويداً لا عجبَ أن يتبدّلَ رأي الإنسان ويتغيّرَ نظرُه، فإنّ من طبع العقل النقيّ أن يُراجع، ومن دأب النفس الباحثة أن تُنقّب، ومن شأن الموضوعيّ أن لا يستحيي من التحوّل إذا لاح له الحقّ وتجلّى له الصواب. ولا ريب أنّ هذا التبدّل يُعدّ من الحُسن إذا كان انتقالاً من ظلمات الضلال إلى... المزيد
عدد المقالات : 137
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثاني والثلاثين: الوعي الكوني وسؤال المراقبة في ميكانيكا الكم الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 3/8/2025 سواء عُبّر عن هذه الفكرة بمصطلحات لاهوتية أو علمية، فإن الاقتراح بأن العقول الواعية مرتبطة بطريقة ما ... المزيد
اسباب انخفاض سعر الدولار مقابل الدينار العراقي 2025 يشهد سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي تراجعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ويعود هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والإجرائية المتداخلة، التي تختلف في مستوى تأثيرها لكنها... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الحادي والثلاثون: ميكانيكا الكم وتأملات في الدور الإلهي الخفي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 2/8/2025 تقدم نظرية الكم، من منظور تأملي، تصورًا يسمح بطرح دورين محتملين لله سبحانه وتعالى في العالم الطبيعي، وذلك... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/07/29
أصدر قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة دليلًا قصصياً بعنوان "المهمة وقصص أخرى". ويضمّ الكتاب الذي أشرف على...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي الهادي (عليه السلام)
2025/07/29
( خيرٌ من الخيرِ فاعله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com