في الكافي: الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لامرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله، قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئا أحسن منه".
لا نعلم مقامهم، فأيُّ مقامٍ هذا الذي بلغته قضيّة أهل البيت (عليهم السلام) وفاجعة الطف بالخصوص، حتى صار الهمُّ لهم تسبيحا لله تعالى، وكتمان أمرهم جهادا في سبيل الله تعالى، والحزن عليهم عبادة لها ثواب العبادة لله سبحانه وتعالى
فصارت الدمعةُ فيه فريضة عقائديّة، والأنين على مصيبتهم كالصلاة في أجرها ، والولاء عماداً لا يقوم الإيمان بدونه ولا يكون إيماناً.
وقوله (روحي فداه):"نفسُ المهموم لنا تسبيح"، وهل بعد هذا من تكريم لمن يحيي أمرهم، ويشارك في المجالس والمواكب وسائر الشعائر
فكلّ قلبٍ احترق من أجلهم ولأجل ما وقع عليهم من ظلم ، وكلّ عينٍ بكت لظلامتهم، وكلّ صدرٍ ضاق بظلم أعدائهم الذي أصابهم، فهو في عبادة كما في الحديث أعلاه، لا تحتاج لسجادةٍ ولا مصحف، بل تحتاج قلبا واعيا يفقه مقاماتهم، ويعرف عظيم رزيّتهم ليؤدّي حقّ مودّتهم.
هذا الهمّ الذي نُتّهم بالمبالغة فيه عبر العصور، هو عند الله تعالى من أصفى القربات؛ لأنّه لا ينبع من عاطفةٍ جوفاء، بل من بصيرةٍ ترى الحقيقة المجروحة، والدم المسفوك، والإمامة المسلوبة.
وهل هناك عبادة أعظم من أن تحزن لما أحزن الله، وتبكي لما بكت له السماء دما عشرات الايّام
ثو لنتأمّل بقوله ( سلام الله عليه) "اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئاً أحسن منه"، هكذا نقل راوي الحديث حينما سمع كلام المعصوم (عليه السّلام)، وهل يُكتب الذهبُ إلّا للذهب إنّها دعوة مستمرة لكلّ من ابتُلي بهمّ أهل البيت أن يستبشر فإنّ همه عبادة، وحزنه نور، وسكوته جهاد، ودمعته زادٌ للطريق.
أيّها المحزون، إنّك في مقعد صدق عند مولاتك الزهراء (عليها السلام)، وإنّ دمعتك في ميزان الحسين (عليه السلام)، وإنّك ممن كتب الله لهم السلامة في الدنيا والآخرة، لنكثر من الدعاء بالثبات ونعمل على تحقيق موجبات ذلك.
أقبل على هذا الهمّ، فإنّه باب الفرج، وتمسّك بعاشوراء الحسين، فإنّها قبلة القلوب المؤمنة، ومن لم يُبتلَ بحبّهم فما عرف طعم الإيمان.
السيّد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN