هل ملّ احد من تكرار تناوله للعسل لما فيه من طِيب المذاق ولذّة الطعم، وما يصنعه من راحة للجسد، ولكنّه مهما رقّت حلاوته، لا يُقاس بسيرة محمدٍ وآله الطاهرين (عليهم السلام)، فإنّ سيرتهم أزكى من العسل، وأبقى أثرا، وأسمى مقصدا، وهذا بديهيّ.
فالعسل لا يُوجِد بصيرة، ولا يُضيء درب الهداية، ولا يرفع الوعي، ولا يورّث الجنّة، ولا يهدي إلى الصراط، بينما سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم، فيها البصائر والنور، وفيها الكمال والنجاة، وهي سبيل الله، من تخلّف عنه هلك، ومن تمسّك به نجا، في ذكرهم نجاة كما في تفسير علي بن إبراهيم: أبي عن القاسم بن محمد عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فينادي مناد: من كانت له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) يد فليقم، فيقوم عنق من الناس فيقول: ما كانت أياديكم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقولون: كنا نفضل أهل بيته من بعده فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا في الناس فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده فأدخلوه الجنة".
ولا عجب إن كرّرنا هذه المعاني، فإنّ الحقائق كلّما تكرّرت ازدادت رسوخًا، فإنّ في التكرار ترسيخًا، وفي الإعادة بيانًا، والحقيقة لا تُملّ، لأنّها تكشف الغطاء، وتثبّت اليقين.
ولذلك لا نملّ من تكرار الحديث عنهم، فهم الحقّ كلّه، والهدى بأسره، وكلّ خيرٍ في ولايتهم، وكلّ نورٍ في مودّتهم، والحمد لله الذي هدانا لولايتهم، وجعلنا من المتمسّكين بعرى محبتهم، وقد روي في المحاسن: القاسم عن جده عن ابن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والاسقام ووسواس الريب وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى".
السيد رياض الفاضلي







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN