إنّ كربلاء الحسين (عليه السّلام )حادثة مهولة، وفجيعة ابكت السماوات وسكانها والارض ومن فيها، فهي لا تطوى في قراطيس المؤرّخين، فهي فاجعةٌ أصابت الحقَّ في أعزّ مصاديقه، وطعنةٌ اوغلت في صدر خليفة الله الحقّ، على رؤوس الاشهاد في وضح النهار.
عاشوراء الحسين (روحي فداه) هي صرخة الحقّ التي لا تموت بالتقادم، وفيها المأساة التي اوقدت مشعل العدى الذي لا ينطفئ.
ففي كربلاء نادى الحسينُ (بأبي وأمّي) لباب الإنسانيّة؛ لذا من استجاب له هو القلب الطاهر، والعقل السليم من تبعية الأهواء.
يا أهل العالم، على اختلاف ثقافتكم يا من تدعون الوعي والرشاد في ارجاء هذه البسيطة، على اختلاف توجهاتكم وبعد دياركم وترامي بلدانكم عن كربلاء، لا تدعوا الفرصة تمرّ، فصوت الفاجعة ينادي ألا من ناصر ينصرنا..
لنتأمّل في تفاصيل الطف سنجد فيها ما يربطنا بالله تعالى، ونجدها تعلّمنا كيف نوالي أولياءه سبحانه، وكيف ننتَشل النفس من الهوى، تعلّمنا كيف نخرجها من الظلمات إلى النور ببركة كربلاء، لنكون مصداق قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وتأمّلوا كيف بدل الامام الحسين (عليه السلام) من وقف معه ونصره كالحرّ ومن سار إليه من التائبين..
فكيف يرضى من يظنّون أنّهم من أصحاب العقول النيّرة وهم في غفلة عن عاشوراء وكيف يهدأ بال أهل البصائر الحيّة ولم يتأمّلوا في عظمة الفجيعة، سيروا نحو الحسين وتعرّفوا على النقاء والطهارة والاستبسال في حفظ الحقائق، حيث اجتمع كمال العقل، وتمام الخُلق، وصفاء المنطق، وسموُّ الغاية وما لا ندرك من الصفات والكمالات.
يا أهل العالم، تأمّلوا في أمر الحسين، فإنّ معرفته معرفةُ الحقّ، ونصرته نصرةُ الفطرة السليمة والدين المرضي عند الله تعالى، العالم متعطّش لمعرفة الحسين (عليه السّلام)، وما عليكم إلّا أن تتحقّقوا من ذلك بعينٍ منصفة، وعقل ناضج حرّ، وقلب طاهر يطلب النور بصدق.
السيّد رياض الفاضليّ
لمتابعة المنشورات
https://t.me/droossreiadh







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN