لقد اضطربت وجوه الناس بين المناهج والمشارب، وتخبّطوا في دروب التيه، حتى افترقوا وتخلّفوا واختلفوا، إلى أن وقعوا في مآسي ومجازر، ولم يجنوا سوى ما توعّدهم به الله تعالى، فكانوا مصداقاً واضحاً لما ابتدعوه من مناهج بلا سلطان من الله تعالى، ولا برهان من نور الكتاب والسنّة، كما قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم: ٢٨].
أما شيعةُ أهل البيت (عليهم السلام)، فقد عصمهم الله ببركة سادتهم، حجج الله على الخلق، فلم يقعوا في تلك المتاهات، واحتفظوا بنعمة الهداية التي نراها تتجدّد في مدرسة الحسين (عليه السلام).
ولم نرَ في مسيرة الزمان ذكراً أنفعَ لصاحبه، ولا أزكى لنفسه، ولا أسرعَ إلى تطهير القلب، من ذكر الإمام الحسين بن عليّ (عليه السلام)، وما جرى عليه من الرزيّة العظمى يوم الطفّ، يوم ذُبح فيه الحقّ صبراً عطشاناً بجنب مهر فاطمة (عليها السلام)، ورغم ذلك تمكن من رفع راية الإيمان بدمه الطاهر.
ولم نشهد على امتداد العصور منبّهًا لضمير الإنسان السويّ، وموقظًا لفطرته، كذكر مظلوميّة عاشوراء وما حفلت به من عبراتٍ وعِبَرٍ لا تنقضي.
وقد ورد في أمالي الصدوق: عن الريّان بن شبيب، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، قال:
"يا ابن شبيب، إن سَرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله، فالعن قتلة الحسين عليه السلام. يا ابن شبيب، إن سَرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استُشهد مع الحسين (عليه السلام)، فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً".
فلا ينبغي لمؤمن أن يمرّ على هذا الذكر إلّا وهو متزوّدٌ من خيره، متقلّبًا في أيّام الله بين فكرة هادية، وسيرة تُتلى، ودمعة جارية، وصيحة صادقة، ولطمةٍ تُجدّد بها النصرة الخالصة، إن شاء الله تعالى.
السيّد رياض الفاضلي







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN