إذا أردنا أن نرى مدرسة تفيض بالعطاء، وتُعلِّم الحياة، فامضِ إلى كربلاء؛ فإنّا لم نجد ميداناً يُدرّس فيه التفاني في سبيل الله تعالى، والجهاد في سبيل حفظ الإسلام، والعمل على إعلاء كلمته، وجمع كلمة المؤمنين على الحق، كما وجدناه في مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام).
فلنفز رعاكم الله تعالى بالإصغاء إلى سيرته، وخطبه، ووصاياه، وهذه أيّامه، لنكن على قدر مسؤوليّة الاقتداء، ونؤدّي حقّ فاجعته التي فُجِع بها الأنبياء والرسل وأوصياؤهم (عليهم السلام أجمعين)، تلك الفاجعة التي ليس لها مثيل ولا شبيه في الوجود.
وابكِ من بكاه ما يُرى وما لا يُرى، ولا تنشغل عنه بغير ذكره، روحي له الفداء، فقد ورد في كامل الزيارات عن الحسين بن ثُوير بن أبي فاختة، ويونس بن ظَبْيان، وأبي سلمة السراج، والمفضل بن عمر كلهم قالوا:
"سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن أبا عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) لما مضى، بكت عليه السماوات السبع، والأرضون السبع، وما فيهنّ، وما بينهنّ، ومن ينقلب فيهنّ، والجنّة، والنار، وما خلق ربّنا، وما يُرى وما لا يُرى.
لنركب جميعاً في سفينة النجاة (عليه السلام)، حتى نكون من الذين يُقال فيهم: أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 61]، إن شاء الله تعالى.
ومن أعرض عن هذه المدرسة، فقد جفاه من لا تجفوه حتى الوحوش، فقد رثته الوحوش ليلاً ، كما ورد في كامل الزيارات: عن الحارث الأعور، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "بأبي وأمي الحسينُ المقتول بظهر الكوفة واللهِ كأنّي أنظر إلى الوحوش مادّةً أعناقها على قبره من أنواع الوحش، يبكونه، ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإذا كان ذلك، فإياكم والجفاء".
السيّد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN