زيد علي كريم الكفلي
الله سبحانه وتعالى من رحمته على عباده أنه رحمنا بأمور جعلها لنا في الدنيا مضاعفة للحسنات ومغفرة منه ،كالصلاة والصوم والحج والزيارة والدعاء ، فضلا عن رحمته في الآخرة، وفي هذا فضل كبير لله سبحانه على مخلوقاته، فمن تلك الأمور التي رحمنا الله بها في الدنيا وجعل ثوابها عظيم هي صلاة الفجر ، فرضها الله كبقية الصلوات على المسلمين وقد خصها بمزيد من التذكير فمنادي الله حين ينادي لصلاة الفجر يقول (الصلاة خير من النوم) هذه الكلمات حينما يسمعها قلب المؤمن تكون كقطرات خير أصابت أرضا خصبة مباركة فأتت أكلها ضعفين ، كما أن صلاة الفجر هي بمثابة إختبار لا يجتازه إلا من وقر الإيمان في قلبه وثبتت محبة الله عز وجل فيه .
الاستيقاظ مبكرا للصلاة في وقت الفجر يعمل على تنقية القلب من الشوائب والأفكار السلبية التي قد تتراكم في الليل. كما أن الصلاة في هذا الوقت تمكن المؤمن من التأمل والخشوع وتقوية علاقته بالله عز وجل في بداية اليوم.
واقسم الله تعالى بوقت الفجر لما له أهمية، حيث قال: {والفجر وليالٍ عشر } أن القسم لا يكون إلا بمعظم، فإذا رأيت الله أقسم بشيء فهذا يدل على أن هذا الشيء معظم، فهذا الوقت وقت الفجر وقت له مزية، وله شرف، وهو أشرف أوقات اليوم،  والليالي العشر: هن الليالي العشر الأولى من ذي الحجة،
واهميته: في الحياة الدنيا لو كنت على موعد مع شخص ما ومهم للغاية ماذا تفعل يأخذك التفكير ولا تنام الليل ، وتعد العدة لاستقبال هذا الضيف بأحسن وجه ، فكيف لو كان الضيف الله وملائكته كيف تستقبلهم إذا علمت بأن الله سبحانه وتعالى وعد عبيده ينزل في الثلث الأخير من الليل هو ملائكته يسأل عباده عن حاجتهم من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، مَن يستغفرني فأغفر له، فكيف يغفل الإنسان عن هذه المقابلة العظيمة وفيها وعد من الله: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا }، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الإكثار بالدعاء وخاصة وقت السجود، فما أجملك وأنت تجلس في وقت الفجر وتدعوا إلى الله ، اللهم أجعل لنا نصيبا فى سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات وإجابة الدعوات، اللهم لطفك بقلوبنا وأحوالنا وأيامنا، اللهم تولنا بسعتك وعظيم فضلك إنك على كل شيء قدير.