غادر الرسول (صلى الله عليه واله) هذه الامة تاركاً لها ما تهتدي به في الفتن والظلمات ، وما ستكون معه امة مستقيمة ذات علم ومعرفة وحضارة جديرة بالاحترام والتقدير لو سلكت الطريق المرسوم والمخطط ، قال تعلى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [الأعراف: 96] .
لكن التاريخ يكشف ان هذه الامة ما لبثت ان تعرضت لانهيار عقائدي فكري ؛ لعدة اسباب منها الفتن التي اصابت الامة بمختلف طبقاتها ، اضافة الى الحروب والاقتتال الداخلي والخارجي ، مما سمح لفئة المنافقين بالتسلط على مقدرات المسلمين والنخر في بالبناء الفكري للرسول واهل بيته الاطهار (صلوات الله عليهم) ما استطاعت الى ذلك من سبيل .
ومن اهم ما تعرضت له الامة نتيجة لهذه الاحداث وغيرها ظهور الاختلاف العقائدي البنيوي الحاد بين المسلمين انفسهم ، وقد ساهمت الحركة المتشعبة للثقافات الدخيلة على الفكر الاسلامي - سواء اكان منشئها داخليا ام خارجيا - في ذلك بشكل كبير وبعضها كان له اثرا سلبيا على المسائل العقائدية وبعضها اثرا ايجابيا عليها ، لذلك فانه يمكن تقسيم هذا التأثير الثقافي الى ما يلي :
تأثير الاختلاط الثقافي الايجابي :
1- التأثير الداخلي : حيث ظهرت نخبة مثقفة متبحرة متخصصة بالعلم استطاعت ان تنحو بهذا العلم الى المدارج العالية لكي يستطيع الوقوف بوجه شبهات التأثيرات السلبية وكان الرسول صلى الله عليه واله والائمة صلوات الله عليهم هم المؤسسون والراعون لها .
2- التأثير الخارجي : تمثل في ظهور عدة علوم ومعارف استطاع المسلمون ان يوظفوها بما يخدم العقيدة الاسلامية .
تأثير الاختلاط الثقافي السلبي :
1-التأثير الداخلي : كان لظهور الخارجين عن الدين والملة الذين ابتدعوا بأهوائهم ومصالحهم عقائد منحرفة آمنوا بها وصدروها لبقية المسلمين على انها حق حقيق ، وكان لتمركز بعضهم في مناصب حساسة بالدولة الاسلامية له الاثر الكبير في انتشار عقائدهم ، واصيبت العقيدة الاسلامية نتيجة لذلك بالكثير من الشبهات والانحرافات التي ادت الى ظهور المذاهب والملل العقائدية الخارجة عن النهج المرسوم لها.
2-التأثير الخارجي : كان بسبب دخول الافكار الغريبة عن الفكر السلامي من المغرب والمشرق المتعارضة معه التي استهوت ضعاف النفوس والعامة غير المتحصنة فكريا .
لذا فان علم الكلام لم يسر بطريق آمن وانما حفت به المكاره والمحن نتيجة لظهور الاختلاط الفكري السلبي مما افسد عقائد الكثير من الناس كما يفسد الخل العسل ونشوء المذاهب المنحرفة.
فاصبح المسلمون مختلفين في جزئيات هذا العلم وتفصيلاته بشكل حاد وكبير بسبب الابتعاد عما رسمه الرسول لهذه الامة بما تهتدي به من كل الانحرافات والاهواء .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN