كانت سدوم قرية آمنة مطمئنة كثيرة الخيرات وفيرة المياه ، وكان اهلها مضربا للمثل في الكرم والصفات النبيلة ، ولكن لم تمض السنين والايام حتى اصابهم الجفاف والقحط ، فكان ذلك سببا لتحول حياتهم بشكل جذري وانقلاب الامر عليهم راسا على عقب .
فمن يصدّق ان اهل سدوم اصبحوا يقومون بطرد الضيف ومحاربة الوافد الى درجة التفنن بإيقاع الاذى به كيلا يعاود المرور في ارضهم ، فقد علمهم الشيطان ان يمارسوا الرذيلة مع كل من يفد اليهم ليكون هذا رادعا له ولغيره فلا يقترب احد من اراضيهم ويحافظوا على مؤونتهم في وقت القحط والجفاف ، ولكن سرعان ما الف اهل سدوم هذه العادة حتى استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء .
واليوم ونحن نعيش في قمة الحضارة والرقي يفترض في مجتمعنا الدولي ان يكون اشد البعد عن مثل هذه الممارسات عن طريق تجريمها وفرض اقسى العقاب على من يمارسها لأنها تشكل اقبح انواع الجرائم واشدها فتكا بالنوع الانساني واخلاقه وسجاياه .
ولكن ما يثير الاستغراب ان نجد ان الكثير من الدول لم تكتف بتشريع القوانين التي تحمي هؤلاء فقط بل ومحاربة من لا يعترف بالإباحة الجرمية لما اطلقوا عليه بحقوق المثليين ! اي حقهم في ممارسة هذه الجريمة بلا اي مسائلة او عقاب .
وما يثير الاستغراب اكثر انهم يدافعون عنهم بحجة حقوق الانسان ! وهي لا تعدوا في حقيقتها سوى تأصيل للانحراف والجريمة !
فهل فكرت هذه الدول جيدا كيف سيكون العالم لو اصبح سدوميا بنسة كبيرة ؟ وكيف ستكون علاقاتنا الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعاطفية ؟
وهل ان من حقوق السدوميين اليوم ان نعيد تأهيلهم النفسي والعاطفي ليصبحوا اسوياء في مجتمعاتهم ام نشجعهم على عملهم ونشرعن لهم بغائهم وانحرافم ؟
فالعقل والدين والانسانية تقتضي بنا ان نقدم العون لهؤلاء عبر معاملتهم كمرضى نفسيين يقتضي بنا دعمهم عبر الاتي :
- انشاء مراكز خاصة للتأهيل النفسي والعاطفي لهم بما يجعلهم أُناسًا اسوياء كغيرهم .
- توعية افراد المجتمع خصوصا النشء منهم الى قباحة هذه الافعال عبر بيان نتائجها السلبية على المدى القريب والبعيد.
- تشريع القوانين بشكل يؤدي الى ابعاد المجتمع عن خطرهم ومحاربة كل ما يصل اليهم ولو عبر المطبوع او ما ينشر بوسائل الاعلام المختلفة .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN