ماذا يعني أن رجلاً في السبعين من عمره لا يجد ما يرد به على طفل صغير سوى أن يبصق بوجهه ويشتمه!!
في السبعين .. بعد كل ما تعلم وعاش من دروس وعبر ومواقف .. بما لديه من دين وأخلاق وما عاشر من مجتمعات واصدقاء ..
نعم هو رجل في السبعين من عمره تشاجر مع طفل صغير يعمل على عربة لكسب لقمة العيش، إذ أن الصغير اراد بدل الدينار دينارين فما كان من العجوز سوى أن يرمي الدينار بوجهه ويبصق عليه ويشتمه!!!
"يا شيخ .. أين قضيت هذه السبعين من الأعوام! أين أنت من المبادئ والأخلاق والتعاليم الدينية! أين أنت من شيبتك وهيبتك! "
ليتني أستطعت أن أسأله هذا السؤال .. وعن الذي أدى به الى هذه الضحالة من سوء الخلق والتعامل!؟
كنت أظن أن الرجل في هذا السن يتحول الى مدرسة من الحكمة والورع والتقوى، يعلم الأجيال ويؤثر فيهم .. ولكن اسوء ما أخافني في هذا الموقف هو أن ينتهي بي الحال مثله ولأسباب ربما تكون :
تمتعي بالشباب وشقائي، هجر الاخلاق والمبادئ على إنها شعارات وكلام يقال ليس إلا، رفقاء السوء وما نعتاد عليه من الحديث والتعامل السيء، التعصب والعزة بالإثم والتكبر على الناس، الشك بالأخرين وسوء الظن، الاستهانة بالعبادات وبحق الله تعالى، عدم تهذيب النفس وتربيتها على الخير وترك المعاصي .. الإنقطاع عن إمام الزمان وعدم تأدية الواجب إتجاهه، ترك المحاسن من وفاء ومروءة وعفو وكظم للغيض ومساعدة المحتاج وما علينا من حقوق الجار والأهل والمجتمع والأمة.
" هل نستطيع في كل موقف كهذا وما يشابهه أو أقل منه أن نستحضر قاموس الأخلاق، أن نزن الفعل والقول قبل أن نقدم عليه، أن نكون حكماء وكأن هناك من يراقبنا ونستحي منه .. هل نستطيع أن ندرك مكارم الأخلاق؟؟؟"







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN