الشباب قلب الحياة النابض، وعماد المجتمع، هم الأكثر طموحاً في المجتمع، وأكثر من يتمتعون بالحيوية فكراً وحركة، يعطون دون حدود حينما يكونون مقتنعين وواعين لما يقومون به، هم قوة اقتصادية جبارة، بل عنوان للقوَّة والفتوة، وهذا يعني أن عملية التغيير والتقدم لديهم لا تقف عند حدود؛ لما يتمتعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحب المغامرة، والتطلع الدائم إلى كلِّ جديد، والثورة على التبعية والتقاليد، إلَّا ما كان ديناً قويماً، أو تراثاً صحيحاً، وإذا كانوا كذلك فهم بحق ضمانة للتقدم بثبات.
إنَّ التعويل على الشباب في المرحلة الراهنة أمرٌ مفروغ منه؛ شريطة أن يسيروا وفق رؤية واضحة، لا يشوبها الغموض تكون ضمن مسار وطني صحيح، يضمن للعراق وحدته وعزته ورفاهيته من خلال تعزيز قيم التسامح وقبول الأخر، والإيمان بالتعددية والتعايش السلمي، وممارسة التغيير والمنهج الذي يؤدي إلى إعادة صياغة، وبناء كلِّ مكونات الحياة المجتمعية، فهو المنهج الحق، والسبيل الأمثل لخوض عملية التغيير، فالشاب الذي ينخرط في أقرب الطرق إلى البناء يكون إسهامه وبناؤه أكثر قصداً، وأعمق أثراً، وأنفع لمجتمعه، وخاصة حين ينطلق تغيير الواقع من تغيير ذات الفرد، فقانون التغيير الإلهي واضح، فهو يعطي الأولوية للإنسان تربية وإعداداً.
إن لدى الشباب قدرة عظيمة وطاقة خلاقة، بإمكانها أن تبعث الحيوية والنشاط ليسري في سائر أعضاء المجتمع؛ شريطة إدراك قيمة المعرفة، والاهتمام بالأساس التربوي والأخلاقي لكلِّ حركة ونشاط، ولا بد أن يكونوا واعين عارفين بزمانهم، وان يمتزج رأيهم بالحكمة والحماس.
لقد اودع الله في الشباب طاقات يجب أن تستغل في العطاء الذي يعود على المجتمع بالسعادة والرضا والأمان المادي والمعنوي، والشباب قادر على تخطي العقبات التي تعترض مساره بالحكمة، والصبر؛ للوصول الى الهدف المنشود، كما انه صادق في تحمله الأعباء، لأنه يتعامل مع قضايا الوطن بطرق علمية وحضارية قائمة على العلم، والاحاطة للتحديات الحاضرة والمستقبلية التي تجابه شعبه.
لقد رسم الشباب الذي يحمل همَّ المجتمع معالم شخصيته، وحدد موقعه كرقم له أهميته في فهم قضاياه مع السعي لعلاجها بعد أن اخذ بالأسباب وتوكل على الله-تبارك وتعالى-، وأعد لكلِّ قضية ما يلزمها.
إن الانتماء الإيجابي للوطن يحتم على شبابنا اليوم أن يعملوا مخلصين على الخروج من ظلمة الجهل والتبعية إلى نور العلم والاستقلال، وأن يأخذوا بكلِّ السبل المتاحة للارتقاء بأنفسهم ومجتمعاتهم، إلى الحد الذي يضمن لهم الكرامة والشعور بالحرية، ويضمن لشعبهم الهيبة والاحترام بين مجتمعات الأرض، وما ذلك بعسير لو توَّفرت الإرادة المخلصة، والعزيمة الماضية، والإيمان بأنَّ يد الله-تبارك وتعالى- بيد كلِّ مخلصٍ غيور.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN