الفساد الإجتماعي كان مستورا في مجتمعنا بيد أنه اليوم أمسى علنيّا في كل مكان!..الكثير من افراد المجتمع أصبح جريئا في ذلك والسبب الأول هو دخول مصادر الفساد الى مجتمعنا سواءٌ أكان بصورة متعمدة أم عفوية فالأسباب متعددة ولكن النتيجة واحدة في وجودها و هي انبثاق أعراف إجتماعية تتقبل الإنحلال والفساد ..
فلماذا لا يتجرأ الفرد على الفساد وهو يرى المسؤول فاسدا ؟!
لماذا لا يتجرأ وهو يرى الكثير من مدعي الدين والتدين فاسدين ! ؟
لماذا لايتجرأ وهو يرى الأب منخرط في دهاليز الفساد؟
لماذا لا يتجرأ وهو يرى المجتمع تعشّق مع الفساد؟
لماذا لا يتجرأ وهو يرى الفساد متاحا في الإنترنيت والتلفاز ؟
لماذا لايتجرأ وهو يرى غياب الرادع الديني؟
لماذا لايتجرأ وهو يرى غياب الرادع القانوني؟
لماذا لايتجرأ وهو يرى غياب الرادع الإجتماعي؟
لماذا لايتجرأ وهو يقيس خطاءً أن التقدم والرفاهية المعروفة في الدول المتقدمة بمقياس التعري المعروف عندهم والإنسلاخ من الأسرة والدين تحت عنوان الحرية الشخصية المزيفة مع العلم أن الفساد الإداري هو الذي يمنع التقدم بصورة أساسية وليس الفساد الإجتماعي!؟ وأن الإنسانية هي الحقيقة النفسية والإدارية التي بها تمسكوا بيد أن مجتمعنا كان قد طلّقها ثلاثا لا رجعة فيها.
كل هذه الأسباب وغيرها تكاثرت كالبرامسيوم وتشاطرت كالأميبيا وانتشرت كالبكتيريا رويدا رويدا الى أن تمكنت من سلخ العقيدة وقتل الأخلاق وتفتيت المبادىء في مجتمعنا حتى أمسى الكثير تائهين عن الحق ومتناسين الغاية من وجودهم في هذه الحياة، فالمعركة شرسة وضارية جدا في ثنايا قلب الإنسان بين قوة الخير المودعة في داخله وقوة الشر ((فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها))، فاليوم الناس أكثر فاقة من ذي قبل الى مصلحين حقيقين يشخصون أسباب الأمراض الإجتماعية ويعالجوها ، ويحاربون المرض ولا يحاربون المريض ويصحلون الخطأ ولايعتدون على المخطىء ويمحون الفشل بدلا من إيذاء الفاشل ويدعون الى سبيل الخير بالحكمة والموعظة الحسنة .. ياترى هل يوجد مثل هؤلاء ؟ لعمرك إنهم أقل من الكبريت الأحمر.
نحن نعيش في زمان الفتن بمختلف صنوفها ونمطياتها كالفتن السياسية والدينية والمذهبية والقومية والعرقية والقبلية والإجتماعية وإزاء ذلك مازلنا نسير بخط موازي لخط الفساد الإجتماعي ونحو مستقبل مجهول.
وأتسائل ياترى ماهو مصير الأجيال القادمة في ظل هذه الأجواء المشحونة؟ هل القادم أفضل أم أكثر تعاسة؟
ندائنا قيم وحالنا سيء و "هيهات منا الذلة" والمجتمع يعيش في قعر الذلة! حتى صار البعض يرتجي ماءً صالحا للشرب فلايجد! واعجباه من ألسنة تصف وقلوب تعتقد وأعمالٌ تخااااالف !
أهل البيت عندنا شعار وليس معتقد ولو كانوا معتقدا لما كان حالنا كهذا الحال فهل ياترى سنصحى ونغيّر الحال أم كلٌ يقول ياحالي ليس بعدك حال (وآني شعليه)!.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN