يشهد العالم البشري حالة من التنامي والتسارع على جميع الاصعدة وخاصة صعيد التجهيز العسكري والابتكارات التي تخدم مساعي الدول العظمى ، فنجد حركة مخيفة في التطور التكنلوجي والعسكري واستحداث آليات تدميرية حديثة في النشاطات القتالية والعسكرية ، فتتصارع تلك الدول فيما بينها على مستوى التجهير وانشاء احدث التقنيات القتالية واشدها ! ففي كل يوم نشاهد الاستعراضات العسكرية التي تقيمها الدول لتكشر عن انيابها بقنابلها التدميرية وصواريخها الفتاكة ، كذلك نسمع في كل يوم تلك التهديدات التي تصدر من هنا وهناك باستخدام تلك الأسلحة الثقيلة ذات التدمير الشامل فكل طرف يحاول الحفاظ على مصالحه باستخدام القوة النووية وحرب الابادة !
كل هذه الوسائل والمعدات العسكرية التي ذُكرت لا تكفي ان تحقق انتصاراً حقيقياً دون الركون الى اهم اساسيات الحروب وهي ((وضع الخطط الفتاكة من قبل ابالسة الحروب )) ، فكم من البلدان راحت ضحية الخطط الفتاكة التي وضعها من هم خلف ستار الحروب يخططون ويرسمون نهايات البلدان قبل بدايتها ، فمرة يضعون سمومهم وخططهم على الاوضاع الاقتصادية ومرة على الدينية واخرى على الاوضاع السياسية حتى يتسنى لهم ابتلاع البلدان بعد ارهاقها وحصارها دون ان تُثار أية رصاصة! ، ولعل المراجع للتاريخ العربي يجد بعض البلدان العربية قد ابتلعها الاستعمار بدواعي الديون والحصار الاقتصادي ، كذلك يجد الجانب الديني الذي يركز عليه الاستعمار فعندما يريد ان يستعمر منطقة معينة يبحث في عمقها عن الثغرات الدينية ومن ثم يسقيها بخططه الشيطانية ليكون بذلك قد حصد ثروات تلك البلاد وخيرها من خلال زرع الاقتتال الطائفي واضعافه داخليا ! وكذلك نجد الضعف السياسي قد يساهم في اضعاف البلدان فدائما ما تجد البلدان التي تعاني من ضعف سياسي تجدها فريسة سهلة لدى الدول العظمى حيث تتغلغل في شقوق انظمتها وترسم ارادتها الاستعمارية واخضاعها لسلطتها السياسية .
هذه المقدمات وغيرها هي الكفيلة برسم الانتصار في الحروب عند تلك الدول العظمى ، ولا يتحقق نصرها الا اذا تحقق تنظيرها وتخطيطها الفكري ، ومن ثم يزجون بأسلحتهم على تلك البلدان المتهاوية والضعيفة التي راحت ضحية تخطيط ومؤامرات ابالسة الحروب واغراقها بالديون والحصار الاقتصادي والاقتتال الطائفي . ونحن في العراق قد عايشنا تلك المؤامرات الغربية في تدمير بلادنا واحتلاله فمنذ ان فرض الحصار على العراق وتدميره اقتصاديا كانت بداية الاحتلال ومن ثم زجوا بدباباتهم واسلحتهم الثقيلة وبعد ذلك اختلقوا الصراع الطائفي ففتكوا بنا حتى اصبحنا اشلاءً متناثرة واليوم نشهد ضعفاً سياسياً قد سلب ارادتنا السياسية واخضعها لتلك الدول الاستعمارية! .
لذلك يجب ان تتسلح شعوبنا فكريا قبل الفولاذ والقنابل النووية ، وترصن القواعد التحتية للمجتمع ، واستثمار الثروات بالشكل السليم والتنظير لبرنامج اقتصادي يواكب هذا التسارع الذي يشهده العالم ، فكم من البلدان باتت عصية على تلك القوى الاستعمارية نتيجة ما تتمتع به من استقرار اجتماعي وسياسي واقتصادي ونضوج فكري يتيح لها قوة تجعل منها قلعة متماسكة لا يقتحمها الاستعمار مهما توسعت آلياته واسلحته .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN