عندما نستقرئ سيرة السيدة زينب في واقعة الطف وبالتحديد في مسيرة السبي بعد تسلمها زمام امور القيادة للركب الحسيني نجد انها كانت في تمام العفة والحشمة والحجاب رغم انها مرت بأصعب مواقف الالم والمحن والمصائب وكذلك النسوة اللاتي كن برفقتها فمع شدة المصاب وصعوبة الموقف، كان همّ أولئك النسوة المحافظة على سترهن، وابعاد النظر عنهن بقدر ما استطعن.
والمثال الاكثر وضوحا والأجلى ظهورا للاعتراض على هذا الهتك للحرمة وللدفاع عن الحجاب، ما تجسد في خطبة السيدة زينب بطلة كربلاء عليها السلام، تلك الخطبة البليغة السديدة التي ألقتها امام يزيد وامام الملأ من الناس في قصره بالشام، إذ توجهت صوبه قائلة:
(أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه واله سبايا، قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن تحدو بهن الاعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن اهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد..).
هذه الاحتجاجات والاعتراضات على انتهاك حكومة بني امية المتجسدة بشخص يزيد آنذاك لحرمة المرأة وعدم مراعاته للحرمات الالهية، لهي خير دليل على تصديها ودفاعها عن العفة والحشمة، ولسوف تبقى هذه الاحتجاجات والاعتراضات من المرأة على انتهاك أي ظالم لحرمة العفاف والحجاب خالدة على مر الزمن وتعاقب الاجيال ، وستكون هذه الاحتجاجات رمزا للدفاع عن القيم الدينية والمقدسات الربانية.
ولم يكن الحجاب ولم تكن الحشمة لتمنع اولئك النسوة من الوقوف بوجه الباطل، والتشنيع بجناية بني امية في هتكهم لحرمات اهل البيت عليهم السلام، والاعتراض على سوء معاملة الحكام الظالمين واتباعهم لحرم النبي صلى الله عليه واله على مدى جريمة السبي التي ارتكبت بحقهن.
على العكس كان الحجاب من اهم العوامل المساندة على كل ذلك .







وائل الوائلي
منذ 4 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN