جرت العادة في أغلب الثورات على استخدام المرأة كِترس حماية في أحسن الأحوال، وقد تُستخدم كوسيلة للترفيه عن الجنود، أو وسيلة للتحريض على القتال وما إلى ذلك.
ولكن الحسين (عليه السلام) تعالى بالمرأة، ووضعها في مكانها اللائق بها، واحترم مكانتها، وراعى أحاسيسها ولم يصطحب معه النسوة إلا ليُبلّغن نِداء الثورة المُقدَّسة إلى مَسامع العالم مع المُلاحظة اللائقة على الحشمة والاتِّزان، والعفة والوقار ولهذا لم يرَض بأن يدخُلن إلى ساحة القتال والتعرّض بالحرب والرجال.
فحين رُمي برأس «وهب بن عبد الله الكلبي» إلى جهة الحسين (عليه السلام) أخذت أمه رأسه ومسحت عنه الدم التراب، ثم أخذت عموداً وخرجت لتقاتل، فأقبل الحسين (عليه السلام) كي يُردَّها إلى النساء والخيام. فأخذت ثوبه وقالت: لن أعود أو أموت معك. فقال الإمام الحسين(عليه السلام): «جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيراً، ارجعي إلى النساء رحمك الله».
إنّ مراعاة الأحاسيس والعواطف أمر يكاد يفتقد في غالبية المعارك الثورية التي ترى الأمور العاطفية مانعاً في طريق نجاحها.
ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) راعى المشاعر والعواطف خصوصاً بالنسبة للأطفال والنساء، لأنَّه نهض من أجلها فكيف يتجاهلها؟
فحين خرج الطفل «عمرو بن جنادة الأنصاري» يستأذن الحسين لمقاتلة الأعداء وكان عمره أحد عشر عاماً. وهو ممتلئ قوة وحماساً لأن عناصر الجيش الأموي قتلوا أباه. لم يأذن له الحسين رعايةً لعاطفة أُمه ولِصَغرِ سِنّه فأبى أن يأذن له وقال: «هذا غلام قُتل أبوه في الحملة الأولى، ولعل أمه تكره ذلك». فقال ذلك الغلام: إنَّ أمي هي الّتي أمرتني بالجهاد. فأذن له فذهب إلى الميدان وقاتل وقُتل، ورُمي برأسه إلى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلاً قريبا منها فمات.
وعادت إلى المخيم فأخذت عموداً وأنشأت تقول:
إني عجوزٌ في النسا ضعيفة ... خاليــــــةٌ باليـــــــةٌ نحيـــفة
أضربكـــــــــم بضَربة عَنيفة ... دُونَ بني فاطمة الشريفة
فردّها الحسين إلى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجُلين.







وائل الوائلي
منذ 4 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN