يزاول الاعلام دوره البارز في اروقة المجتمع ، فتجده يسلط الضوء على كل ما يخدم المجتمع حيث يغذيه بالمعارف وما يدور في العالم ليقدم بذلك خدمة جبارة يرتقي بها المجتمع نحو الافاق ، حتى وصف بالسلطة الرابعة لدوره الفعال والحيوي الذي بات اليوم يفوق ما وضع له من ترتيب بسبب توسع النوافذ الاعلامية وشبكات التواصل الالكترونية .
وهذه المكانة المرموقة التي استحصلها الاعلام من بين السلطات الثلاثة (تشريعية - تنفيذية – قضائية) كونه يتصف بالحياد والمهنية في التعامل مع المادة الاعلامية التي يطرحها وفق برنامجه ، والهدف السامي الذي يسعى له بكل جهوده وامكانياته ووصوله الى اعمق نقاط المجتمع وهذا ما جعل منه سلطة رابعة يحتكم لها الرأي العام .
وكما ان للأعلام ذلك الدور الايجابي كذلك له الدور السلبي في حال من الاحوال ، فعندما يتسيس الاعلام لخدمة الجهات السياسية وخدمة مصالحها وطموحاتها فهذا يعني انه بدأ ينحرف عن استقلاليته ورونقه، فقد عمدت بعض الجهات السياسية الى تسخير المؤسسة الإعلامية بكل الامكانيات المتاحة لخدمة مصالحها وطموحاتها ، فتجد تلك المؤسسات تعمل بكل جهودها على الترويج لتلك التوجهات السياسية التي يتبناها الحزب السياسي ، ويستطيع ان يحرك الشارع الشعبي بكل جمهوره حيثما يريد كونه يمتلك المحرك الرئيسي الا وهو (الاعلام) ، وهذا ما نلتمسه من واقعنا المرير في قوة تأثير الاعلام السياسي على التحكم بالشارع العراقي ، ففي كل يوم نرى تجلي سلطوية الاعلام المسيس على الشارع وتحريكه والتلاعب بمساره وهتافه وهذا لا يكلف سوى اطلاق (هاشتاك) واحد لا اكثر !!
لذلك يجب الحذر من القنوات الاعلامية التي تصرخ من كل حدب وصوب بالتسقيط وتفسيق الاخر كي تحفظ مصالح الحزب الذي يحتضنها ، فالأعلام السياسي هو من اشعل البلاد بالحروب الطائفية والعنف والكره بين ابناء الوطن الواحد ، فسلامة مصالحهم بتفريقنا وزرع العنف بداخلنا ،وان ندرك حقيقة الخلاف السياسي ومدى تأثيره على الشارع ، ففي كل خلاف سياسي هنالك ازمة تقع على هذه الامة والسبب في ذلك اننا نرهق انفسنا كثيرا بخلافاتهم النسيمية ، فخلافهم الصباحي تمحيه مأدبة تقام بآلاف الدولارات في المساء ! فلا نكون ممن ينعقون مع كل ناعق ونساق خلف صرخاتهم الواهنة فيحتفلون بعد نزاعهم بكأس النبيذ ونحن ننعى اعزتنا الذين راحوا خلف هتافهم المزعوم .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN