إنَّ الإمام الحسين -عليه السلام- سفير الله –تعالى- وحجته، وهو من العظماء بما لا يحتاج أن نسطّر الكلمات لبيان عظمته، وأنّى لنا أن نقدر على ذلك.
وهذا الأمر يستلزم منَّا أن نتعامل معه -عليه السلام- ومع قضيته تعاملاً دقيقاً للغاية، وذلك لمقامه الرفيع ودرجته العالية، وقد ورد في حديث الإمام الرضا -عليه السلام- في الكافي في وصف الإمام:
« هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الاُمّة، فيجوز فيها اختيارهم؟! إنّ الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شأْناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غَوراً من أن يبلغها النَّاس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم»(1).
أي يجب من الناحية العقائدية أن نتعامل مع الإمام الحسين -عليه السلام- كما نتعامل مع الرسول الأعظم محمد-صلى الله عليه وآله-.
وقضية الإمام الحسين -عليه السلام- تحتاج إلى تعامل دقيق من الجميع؛ لأنّها ملحمة حافظت على كلِّ القيم الإلهية التي من شأنها سعادة الأكوان بأجمعها؛ ولهذا ينبغي لنا:
1. رفع الجهل عن أنفسنا، ومعرفة الإمام الحسين-عليه السلام- وقضيته بشكل يتناسب مع عظمته ومظلوميته؛ لأنّ الجهل تقصير، والمقصّر يعاقب إمّا في الدّنيا أو في الآخرة، فمن الاحترام والواجب للمعصوم أنّك تتعرّف عليه وتزداد معرفة به كلّ يوم، ويزداد حبّك له على أسس المعرفة فتكون أعمالك لها قيمة معرفية، ويظهر من الأحاديث الشّريفة أنّ هذه المعرفة واجبة إجمالاً؛ لأنّها فرض من الله –تعالى-، ومرتبطة بمعرفة الله –تعالى-.
2. التّدقيق في الحديث عن أبي عبدالله الحسين -عليه السلام-، والاحتياط أثناء الحديث؛ كي لا نسيء إليه من حيث لا نشعر، لاسيما عند الحديث عن بعض مصائبه في كربلاء، لأنَّ إبليس وأعوانه شغلهم الشاغل قضية كربلاء فقد ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-عليهما السلام- « قال لنا رسول الله-صلى الله عليه وآله- حين أخبرنا بهذا الخبر (مقتل الإمام الحسين -عليه السلام-) أنَّ إبليس في ذلك اليوم يطير فرحاً فيجول الأرض كلَّها في شياطينه وعفاريته فيقول: يا معشر الشياطين قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة، وبلغنا في هلاكهم الغاية، وأورثناهم النار إلَّا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك النَّاس فيهم، وحملهم على عداوتهم، وإغرائهم بهم وأوليائهم، حتَّى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم، ولا ينجو منهم ناجٍ...»(2).
3. احترام المنتسب إلى الإمام الحسين -عليه السلام- شخصاً كان أم شيئاً آخر كالدّار أو الحسينية أو الكتاب أو بعض خدّام الحسين –صلوات الله عليه-، أو الشّعائر الحسينية أو أي شيء آخر إذ يلزم أن نحترم هذه الأشياء كلّها كما قيل: لأجل عين ألف عين تُكرم.
فمن الأدب الرّفيع أنّك تحترم متعلّقات الإمام الحسين-عليه السلام- وإن كانت في نظرك أشياءً أو أموراً بسيطة إذ تجري مجرى (خذ الغايات، واترك المبادئ) فإنّ الأشياء إنّما أصبحت عظيمة حينما ارتبطت بالحسين-عليه السلام- والأشخاص أصبحوا أهل وجاهة ومقام بسبب خدمتهم للحسين-عليه السلام-، وليس لك علاقة بعناوينهم الثّانوية، بل احترمهم لأجل سيد الشهداء الحسين -عليه السلام- .
____________
الهوامش:
1. بحار الأنوار/ ج 25 / ص121.
2. المصدر نفسه / ج 45 / ص 183.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN