قد نجدُ كثيرا من أفراد المجتمع تنطبقُ عليهِ مميزات الشخصية المثالية ، حسن المظهر، ابتسامةٌ لا تفارق محياه ، مجاملاتٌ ، رغبة كبيرة في المساعدة ، المبالغة في الضيافة و كثيرا من الجوانب التي تجعلك ترسم صورةً خيالية لهذه الشخصية و تجعلك غافلا عما يدور وراءها .و هذا الدور التمثيلي شهدنا له شواهد في الأفلام و الدراما على شاشات التلفاز.
و الحياة مليئة بالقصص و العبر التي تظهر مدى سلبية هذه الشخصية و تأثيرها في النفوس ، و كان لي صديق يدعى حسن قد حدثني عن بعض رفاقه و أنقل لكم تجربته مع رفاقه في العمل و هذا كلام مقتبس من حديثه معي:
" كان لي الكثير من الرفاق الذين قد عملتُ معهم او جمعني معهم مكان العمل ، و قد كنت سعيدا بلقاء بعضهم في بادئ الأمر للطفٍ في الكلام و حفاوةٍ في الاستقبال ، لكن هذه الخدمة ليست متوفرة للجميع وربما ليست متوفرة حتى لي!!
المقصود إن هذه العبارات الجميلة و هذا المنطق المليء بالمجاملات مقدمة للمنفعة و تخطيط بعيد للاستفادة الاجتماعية و المالية و ليس التزاماً بالآداب العامة و الخلق الحسن الذي يجب ان يتحلى به الانسان على الصعيد الاجتماعي.
و شاهد على كلامي ، كان أحد رفاقي يكرمني غاية الكرم و قد تأثرت به كثيراً وجعلني غافلاً عن سلوكياته مع الآخرين ، و كان ممن يتمتع بجميع ما ذكرت من مميزات في الشخصية.
وكنت في أحد الايام برفقته و إذا بأحد رفاقه قد مر بجانبه و ألقى عليه التحية و بعد ان اجتازنا ببعض الأمتار ، إنهال عليه بالشتائم و أصبح شخصية اخرى لم أرها من قبل!
سألته عن السبب من وراء هذا الشتم ... الاجابة كانت في استحياء لأنه أحس أنه في مأزق بماذا يبرر فعله هذا!
فكررت السؤال عليه: هل هو من اصدقائك؟
الجواب كان أكثر قبحا من الفعل !!
- إنه ليس من أصدقائي المقربين ... صداقتنا سطحية .
- هل بدر منه شيئا يزعجك ؟
- لا.. مجرد لا أشعر بالارتياح عندما أراه.
فقلت في نفسي لربما هذا الشخص أساء إليه و ترك في نفسه شيئاً فكانت ردة الفعل بهذا المستوى .
لكن الأيام أثبتت عكس ذلك ... فإذا به يشتم و يتلفظ بألفاظ نابية حتى على اشخاص كان لي تواصل معهم و السبب بدى واضحا مع الأيام لأنهم من الشخصيات ذوي الدخل المحدود أو إنه لا يملك مكانة إجتماعية مرموقة !!"
مما تقدم يظهر إن كلام (حسن) قد بين نقطتين أساسيتين لتعامل لهذه الشخصية مع الآخر :
1.الوجاهة الاجتماعية.
2. المستوى المعيشي .
فالرسالة التي تترجم في الواقع العملي لهذا السلوك؟
أني احترمتك لوجاهتك و ميزاتك التي قد تنفعني و أنا برفقتك ، و ليس إنني و جدتك أهلا للرفقة فتمسكت بك.
الله سبحان و تعالى يحب من يتودد إلى عباده بالكلم الطيب و حسن المعاشرة و لم يضع لها شروطا نفعية تجلب للإنسان مردودا على المستوى المادي ، و إنما أرداها علاقات تتجانس فيها الأرواح و تحتفي بها المشاعر ، وجعل أساسها العاطفة القلبية التي تستوعب الغني و الفقير بعيدا عن مذام الخصال كالرياء و الكذب .
ورد عن الإمام الرضا عليه السلام : " من لقيَ فقيراً مسلماً فسلَّمَ عليهِ خِلاف سلامه على الغني ، لقيَ الله عزَّ وجلَّ وهو عليه غضبان " .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN