النجاح هدف يريده كل شخص، لكن البعض يظفر ويعمل بالمفاتيح التي توصله إلى النجاح فينجح، وبعض يخفق في الظفر بها فيفشل، والنجاح لغةً: ": الظفر بالشيء"(1).
وللنجاح في اللغة معاني أُخَر، كقضاء الحاجة، والإنجاز، والتيسير، والتسهيل، وتتابع الصدق، والغلبة، والصبر، ويمكن لنا من خلال هذه التعاريف اللغوية أنْ نعرِّف النجاح بالمعنى الاصطلاحي: تحقيق الأهداف، والظفر بها أو تيسيرها وتسهيلها، والصبر في تحقيقها.
ويمكن القول إنّ كلَّ خطوة تقرب الإنسان من تحقيق هدفه تمثل نجاحاً بحد ذاتها.
والأهداف تقسم على قسمين، أهداف دنيوية، وأهداف أخروية، فمن الناس من يحاول أن يحقق الأهداف الدنيوية للدنيا، وبعض يحاول أن يحققها للآخرة، والأخير هو النجاح الحقيقي. وليس ذلك يعني القول أنّ النجاح ينبغي أن يكون دوماً في خط الآخرة، بل يعني ذلك أنّ النجاح الذي يحقق في الدنيا ينبغي أن لا يعكّر صفو آخرة الإنسان، فالله -سبحانه- لا يريد للإنسان أن يترك النجاح والظفر بالأمور الدنيوية ولكنه –تعالى- يريد منّا أن نستغل ذلك فيما يصلح دنيانا وآخرتنا، قال-تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )(2).
فالنجاح ليس في امتلاك الأموال أو الحصول على الشهرة والوجاهة، أو الحصول على الشهادات العالية أو كثرة الأولاد دون تغيير النفس، واستغلال ذلك كله في رضا الله –سبحانه- ورضا الرسول الأعظم محمد –صلى الله عليه وآله- وآله الطيبين الطاهرين -صلوات الله عليهم أجمعين- ـ فهذا النوع من النجاح يمكن أن نسميه نجاحاً عابراً ينتهي، ويزول في أغلب الأحيان.
أما النجاح الحقيقي تحقيق الرضا الإلهي، وبذل وعمل وتحقيق كل ما يؤدّي إلى ذلك عبر تعمير الأرض، والطموح نحو المعالي، وبذل الغالي والنفيس في سبيل هذا الهدف، والاهتمام بالدنيا، وجعلها جسراً يوصلنا إلى الآخرة.
الهوامش:
1- لسان العرب/ 6/ 4344/ مادة "نجح".
2- سورة القصص/ الآية:77.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN