من أشد الابتلاءات التي يبتلى بها الإنسان مشكلة الفقر فمعها يظل صاحبها حبيس الحالة المادية والاجتماعية السيئة وطريدها ، ولذا قال الشاعر ابن الأحنف :
(يمشي الفقير وكل شيء ضده ... والناس تغلق دونه أبوابها)
والفقر هو العوز والحاجة وهو ليس له عدو فقد يغزو الأفراد والمجتمعات بل حتى الدول ولذلك صنّف أو عرّف البنك الدولي ، الدول المنخفضة الدخل أو الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض معدل دخل الفرد فيها عن 600 دولار سنويا.
وبهذا التعريف نعرف أن كثيراً من الدول تعاني من الفقر ولاسيما في أفريقيا تلك القارة السمراء والتي كثيراً ما تعاني من المجاعات والأمراض.
والعجب ليس هنا بل عندما يغزو الفقر بعض الدول الصناعية والدول الغنية وبعض الدول الأخرى ، فهذه إحدى الصحف المحلية تذكر أن 13% من الألمان فقراء! وتطالعنا صحيفة أخرى لتذكر بأن في مصر 21% من السكان دخلهم الفردي أقل من دولار يومياً!
أما معدل الفقر لدى الشعب اليمني فهو أشد وأنكى حيث يصل إلى 32،8% علماً بأن هذه الإحصائية أخذت منذ أكثر من ست سنوات.
وعندما تتابع الأرقام بحجمها الأوسع و الأكبر على مستوى العالم تطالعك أرقام مخيفة فعلاً ، ففي صحيفة الحياة في عددها 17201والصادر في 25 جمادى الأولى عام 1431هـ ، ذكرت الصحيفة بأن هناك 800 مليون شخصاً جياعاً في العالم !! وهذا مدعاة للموت البطيء والتشرد والضياع حتى أنه في روسيا وحدها أكثر من 4 ملايين طفلاً مشرداً !!
فعلى هذا ينبغي للحكومات التصدي لهذه المشكلة بمعرفة أسبابها وبالتالي الحد منها ومعالجتها فهذه مسؤوليتهم لتوفير العيش الكريم لمواطنيهم وهذا من باب ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
فيجب القضاء على المسببات للفقر كالبطالة مثلاً بتوفير الوظائف وتشغيل العاطلين والحد من الطبقية الاجتماعية ومساعدة المحتاجين ويجب أن يكون العطاء بالقدر الذي يسد الحاجة وينهي العوز.
ومن الحلول أيضا توفير البدائل المادية وغيرها لكبار السن والعاجزين عن العمل ومحاولة معالجة مشكلة الفقر بأي صورة كانت بأن يتم مساعدتهم أيضاً عن طريق إخوانهم الأغنياء وكذلك الجمعيات الخيرية والتعاونية حتى يسد باب هذه المشكلة فالفقر أساس لكثير من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية بل والأمنية أحياناً لذلك ومن أجل هذا لو تمثل لنا الفقر رجلا لقتلناه، فلنقضي عليه قبل أن يتوغل في مجتمعاتنا.
محمد المبارك







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN