كثيرا ما نسمع بتلك السلوكيات التي يعتبرها البعض دستورا يخط مسار المجتمع تحت عنوان (العادات والتقاليد) ويحاول البعض ان يعطيها قداسة تحصنها من اي نقد او نقاش ! ،بزعم انه ارث اجتماعي توارثته الابناء عن الاباء والاجداد ،ففي كل المجتمعات تجد تلك الموروثات فمنها ما اندثرت بسبب استحكام القانون الذي يمنعها ومنها ما تُطبق ليومنا هذا ، وحتى مجتمعنا العربي توارث الكثير من السلوكيات التي تعود الى العصور الجاهلية ، حتى جاء الاسلام بتعاليمه الجديدة ولكن تبقى تلك التقاليد منها ما يتوافق مع المنظور الديني ومنها ما هو بعيد كل البعد عن التعاليم الدينية التي يحددها الشارع المقدس ، فهذا التقليد الاعمى الذي يأبى البعض الا ان يكون تحت سطوته متمسكاً بقواعده التي اندثرت عبر مئات او الاف السنين . وهذا ما يشير اليه القران الكريم في قوله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104] .
في واقع الامر نحن كمجتمع عربي نعاني كثيرا من بعض السلوكيات التي توارثناها عن الاباء والاجداد هي اساسا من صلب الجاهلية التي حاول الاسلام على مدى اكثر من 1400 سنة استئصالها وغرس تلك الثقافة الدينية السليمة في هذه الامة ، وما زال البعض رغم كل تلك التوصيات والإرشادات الدينية يتجاهل شعار الدين ويرفع شعار القبلية عاليا فوق كل الضوابط الاخلاقية التي رسمها الاسلام لصيانة المجتمع . فمن ما لم يسمع بالزواج بالإكراه او اعطاء المرأة فصلا ، او (النهوة) وغيرها الكثير من السلوكيات التي رُكن فيها الدين وتعرشت تلك الموروثات القبلية على المجتمع !
لذلك يجب ان يكون هنالك رؤية واسعة عند الانسان المسلم وخصوصا من يتسيدون العشائر العربية على الجوانب الدينية التي تنظم المجتمع ، واخضاع كل السلوكيات الاجتماعية على الموازين الدينية كي ينتج عن ذلك فعل يرضي الله عز وجل و يخدم المجتمع ، والابتعاد عن تلك التصرفات التي لا تمت للاسلام ولا لدين بصلة . فالإنسان المؤمن يجب ان يتزين بتعاليم دينه لا بموروثات جاهلية انشأتها القبلية .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN