عندما تتدبر في كلام الله عز و جل تجد نفسك تسبح بفضاء الرحمة الالهية ، تلك الرحمة التي اقترنت بصفات الله جل جلاله وارتسمت على دينه بأبهى صورها واسمى عناوينها . لا تحدها حروف ولا تحصيها كلمات ، وقد بانت تلك الرحمة على نبيه الذي بعثه الله بالحق مصدقا لما قبله عاصما للناس من الضلالة اذ يقول الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].. وهذا الخطاب ليس حصرا لفئة دون اخرى او فريقا دون اخر . بل ان رحمة الله فاقت تلك الاطر التي يحاول البعض ان يتمحور خلف اقواسها ويكفر كل من حوله ، وهذه اسمى صور الرحمة التي لا تحتاج الى تبيان او شرح لمفرداتها ومثلها الكثير من الآيات التي تجسد رحمة الله . فهي اجلى من ان يتستر عليها بعض المتفقهين في قشور الدين واصحاب المنابر السامة ، الذين اجتهدوا في خطابهم الديني التحريضي ودارت رحاهم على القتل والسفك واراقة الدماء متغافلين عن الموارد القرآنية التي تتحدث عن الرحمة والتراحم بين الانسان واخيه الانسان . هؤلاء الذين انساقوا خلف ما سطره لهم التأريخ من كلمات مدلسة تبيح لهم القتل والتكفير باسم الدين حتى بات الاسلام اليوم رمزا للعنف وراية الارهاب العالمي بسبب مورثهم الذي توارثوه من لوثات عقولهم و حقدهم وحبهم للجريمة ! فوجد الغرب ضالته عند هؤلاء الحمقى ليكونوا آلة تخدم تلك المصالح الغربية لتدمير الحضارة الاسلامية . فليس بالجديد على تلك الانظمة الغربية ان تتخذ من بعض المتعصبين التكفيريين ذراعا لها لتنفذ مطامعها وتحمي مصالحها ، فالمنطق الذي يفرض نفسه على عقول الفاهمين يجد ان الارهاب الغربي قد استغل كل الاديان السماوية ليلتحف بها وهذا ما وجدناه في المسيحية واليهودية ، لذلك ليس انصافا ان تطلق تلك الاتهامات على المسلمين انهم يقتلون ويسفكون الدماء ، ويتناسون جرائمهم التي ارتكبها رواد الكنائس والمعابد بحق الشعوب ، فكم من الطغاة والمجرمين الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الانسانية كانوا من المسيح او اليهود ؟
هذه هي سياسة الارهاب يلجأ الى الاديان كي يستمد منها شرعيته ، ويتخذ من الذين طغى عليهم التعصب ورفض الاخر نقطة لينطلق بموجه مدمرا كل سواحل الانسانية .
لذلك يجب ان يحيط الانسان بثقافة دينه ويتفقه في شريعته وان يتعامل مع النصوص الشرعية بصدر رحب فكثير من الذين لا يفقهون من القران الا قراءة كلماته يفسرون كلام الله بأهوائهم دون معرفة اسباب النزول او الابعاد الزمانية والمكانية التي أحاطت بالنص القرآني وخصوصا تلك الايات التي تتحدث عن القتال ، وبالتالي نسمع اليوم صرخات تتعالى على الاسلام بانه ينادي بالقتل والسفك ، دون معرفة السياق العام للآيات الكريم او اسباب نزولها ومراعاة بعدها الزماني .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN