ان انفتاحنا الكبير و المفاجئ على شبكات التواصل الاجتماعي خلق حالة من الاضطراب وحصلت الكثير من المشاكل في المجتمع العربي عامة والعراقي خاصة ، وهذا ما نلمسه في كل يوم من خلال الكوارث التي تحصل في المجتمع نتيجة الاستخدام السلبي لهذه المواقع ، فتعددت جرائم ذلك الاستخدام وبدأت تظهر ملامحه واضحة وهو تمزق نسيجنا الاجتماعي ، ولعل ابرز ضحايا هذا الارهاب هي (الفتاة)! بقصد او بدون قصد هي ضحية اليوم حيث تُرتكب بحقها ابشع الجرائم التي تطعن بقداسة شرفها وتمزق عذريتها في غرف الدردشة الافتراضية !! آلاف الحالات تحدث في وضح النهار فيخفيها ذلك العالم الافتراضي خلف سحبه السوداء لننتظر لحظة تمطر سماؤنا بالخزي والعار !
وبداية هذه الجريمة هي محاورة بين الفتاة والشاب في غرف الدردشة ثم تتوسع دائرة الحوار حتى تنشأ حالة من العزلة ثم تُستدرج الفتاة في لحظة يغيب فيها العقل والدين وتنتزع حشمتها وتلوث صفاءها من خلال بعث كل ما هو متاح من صور وفيديوهات خاصة جدا الى ذلك الشاب واذا هي فريسة وقعت في شباك ذلك الذئب ! وفي لمحة بصر تجد تلك الفتاة نفسها حديث الساعة في تلك الشبكات التواصلية وتعلق صورها في مجاميع التواصل الالكتروني وبالتالي تذهب ضحية ذلك المنزلق الخطير وخصوصا في مجتمع متزمت في تقاليده وحرصه الشديد على عرضه يصل الى حد القتل لغسل العار والذل.
هذه التجاوزات تحصل في كل يوم ، وتأخذ حيزها الاعلامي كمادة قابلة للنشر تحت عنوان (الفضائح!) والمؤسف في الامر اننا نجد الكثير يحاول ان يروج لتلك الفضائح بشكل غريب حتى يصل الحال الى حدوث جرائم قتل بحق ضحية تلك الفضائح ، فهؤلاء ايضا هم شركاء في الجريمة كونهم شهروا وروجوا لبعض الامور التي توجب الستر والخفاء لا البحث والاستقصاء لغرض التشهير والفضح .
فالمؤمن الحقيقي من يقتدي بقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النور: 19] ولا يجري خلف الفاحشة حتى ينال عذاب الدنيا والاخرة ، فقد رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " أَلَا وَ مَنْ سَمِعَ فَاحِشَةً فَأَفْشَاهَا فَهُوَ كَالَّذِي أَتَاهَا " ، وعنه (عليه السلام): (لو وجدت مؤمنا على فاحشة لسترته بثوبي).
لذلك يجب ان يكون هنالك وعي تام في حجم الضرر الحاصل في هذا المجتمع ، ونعمل على ستر عيوب الاخرين كي يستر الله عيوبنا ولا نعزف بألسنتنا فضائح الاخرين بقصد التشهير وفضح اعراض الناس ، وان تحرص تلك الفتاة على كيانها الذي شيدته لها تلك الاسرة ولا تكون ضحية ذلك الكلام المعسول فتذهب في غياهب الليل في رحلة لا عودة فيها ، ويجب ان يكون هنالك أمن اجتماعي يعمل على متابعة هؤلاء المجرمين الذي عاثوا في الارض فسادا ، وتنفيذ اشد العقوبات بحقهم كونهم شاركوا في التشهير في اعراض الناس من خلال الاستدراج او وسائل اخرى كـ (الهكرز) او برامج اعادة المحذوف من اجهزة الاتصال المبيوعة او الحاسبات ، حتى يكون هنالك رادع يحد من هذه الخروقات ويحمي حقوق الناس الذين اصبحوا اليوم تحت رحمة تلك العوالم الافتراضية .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN