اليت على نفسي ان اتابع احدى المنشورات النقاشية التي تنشر في بعض المجموعات الالكترونية على الفيس بوك بين جهتين مختلفتين فكريا ، لعلي اكتسب فائدة او معلومة ، في بداية الامر كان النقاش يجري وفق رؤيا عامة يتفق عليها الجميع ، ثم بدأ النقاش يغوص في التفاصيل ، وبدأت الاشكاليات تظهر حتى ازدادت حدة الحوار وانا اراقب بهدوء تام تلك الاطاريح التي يتحدثون بها بشكل يتلاءم مع مستوياتهم العلمية فقد كان فيهم المعلم والمهندس ...الخ ، وصلوا على درجة من الاتفاق لا بأس بها .
كنت مستمراً بمتابعة الحوار حتى جاءهم احد الجهال لا يجيد حتى الكتابة بشكلها الصحيح وطرح عليهم تعليقه الذي حمل في طياته السب والشتم لاحد الطرفين ! كنت اتصور انهم سوف يردعونه بشدة ويحاولون تقديم الاعتذار عن جهل هذا الاحمق ، فجاء الرد من الطرف الاخر بالشتيمة والسب !!! ، لم يقتصر الامر على هذا فقط ، فقد تحولت تلك الجلسة الحوارية الى جلسة لقذف الالفاظ البذيئة والشتائم التي يستحي الانسان ان يذكرها بينه وبين نفسه والغريب انه من كان يشتم هو نفسه ذلك الذي كان يدير الحوار ..!!
هذه السلوكيات وغيرها الكثير هي نتاج لتلك الثقافة التي غرستها تلك القنوات الفضائية التي تشهر بلسانها القبيح في كل حدب وصوب ، حيث تركت اثرها الواضح في نفوس الاخرين. فنجد اليوم تلك الثقافة قد شاعت في حواراتنا و رغم قلتها الا انها تترك انطباعا عموميا نؤاخذ عليه .فلا يمكن اعتبار هؤلاء الجهلة الذين امطرت فضائياتهم و مواقعهم الالكترونية سبابا وشتيمة معيارا نستند عليه في اخذ الاخرين بجريرة بعض الجهلة ولا مرجعا يُستمد منه الدين بل هم جهلة لا يفقهون الا لغة الانحطاط والتردي الاخلاقي ، لانهم بعيدون عن خلق الاسلام وتعاليم القران ، ففي الوقت الذي نهى الله تعالى عن سب الناس حتى لو كانوا المشركين ، قال تعالى : ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ... ﴾ نجد هؤلاء المتطفلين الذين يديرون بعض القنوات الفضائية او التجمعات الالكترونية قد افرغوا سلالهم من تعاليم الدين وملؤوها من البغض والحقد .
لذلك يجب على الانسان المؤمن الذي تربى على الاسلام ان يكون قدوة للناس ويتأسى بنبيه صاحب الخلق العظيم وان يقتدي بأولياء الله واحبائه واهل بيت نبيه (صلوات الله عليهم اجمعين) ولا يجري خلف تلك الصرخات التي تريد بالإسلام والمسلمين لنار الفتنة التي لا يطفؤها دم ولا ماء .
فعن امير المؤمنين (عليه السلام) قال لبعض أصحابه : " إني أكره لكم أن تكونوا سبَّابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر " .
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يأمر أصحابه بتحسين أخلاقهم ، فقد قال لزيد الشحام : " يا زيد ، خالقوا الناس بأخلاقهم ، صلّوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا ، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية ، رحم الله جعفراً ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه .
وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية ، فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب أصحابه ".







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN