المراهقة : هي الفترة العمرية الممتدة من 11 سنة الى 21 من عمر الانسان ، يشهد الانسان في هذه الفترة تقلبات عسيرة في تكويناته الداخلية والخارجية فهي بمثابة الاختبار الاول في مسيرته الحياتية ، فمسيرة الانسان وحضارته تتأثر بهذه الفترة العصيبة .
يشهد الانسان في هذه الفترة تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية وهذه المرحلة هي بداية لنضوج الانسان وكماله ، لذلك حرصت الامم على تكثيف جهودها على افرادها في هذه الفترة لترصينهم وتحصينهم بالمبادئ والقيم والعناوين الحضارية التي تهتف بها ، وتسعى جاهدة الى رسم المسارات الصحيحة لا بنائها حتى يحذوا حذو ابائهم واجدادهم بنكهة معطرة بحب الابتكار والتميز الذي لا يخرجهم عن اساسهم وتقاليدهم الاساسية .
والاسلام بدوره ايضا حرص على حماية الفرد في هذه الفترة وكبح جماح تلك النفس التي تسعى بوثوبها الى ارتكاب الذنب وممارسة الفحش ، وجاء بأحكام غاية في الحكمة لحماية الفرد من ذلك العصف الذي يعصف به ويهدد كينونته ، ليقدمها بيد يدي الاسرة التي يقع على عاتقها هي الاولى تربية الاولاد تربية صالحة وتنقش على قلوبهم حب التدين والعمل الذي فيه صلاح الفرد والمجتمع ... ولكن!
هل فعلا الاسرة الشرقية تكثف جهودها لحماية افرادها من خطر هذه المرحلة ؟
ان هذا الاتساع العالمي في التِكْنُولُوجيا الذي جرف بإصداراته كل الطرق التربوية وغمس بوحله كل الارشادات التي تقدمها العائلة لا بنائها عبر بوابات العولمة التي جاءتنا بموجها القاهر لتضرب صرح الحضارات وتدمر اسس الشعوب وترجعها لإرادة دول الاستكبار ، فنجد اطفالنا اليوم في احضان التِكْنُولُوجيا مع بعد تام عن الرقابة الاسرية لهؤلاء المساكين الذين اغرقتهم بوابات الانترنيت وغرف الدردشة على رغم من حداثة اعمارهم وخطورة اوضاعهم العمرية، فهم ضحايا التقصير الواضح للأسرة وشراسة هذه الاتساع ، فأطفالنا اليوم يمتلكون تلك الهواتف الذكية يصولون ويجولون في فضاء العوالم الافتراضية ويتعلمون منها كل ما هو متاح ومتوفر دون قيد او شرط مع غياب تام لدور الاباء والامهات لترشيدهم وتثقيفهم وحماية عقولهم من دسيس الغرب !!
لذلك يجب على الاسر ان تكثف جهودها لحماية افرادها من فك التِكْنُولُوجيا وان ترصد توجهات اولادها وان يكون هنالك دور فعال في ترشيدهم وحمايتهم من الانحرافات الاخلاقية والفكرية ، وان تؤخذ بعين الاعتبار ضراوة تلك الفترة العمرية على الانسان واهميتها في بناء فرد صالح يقع على عاتقه مستقبلا تشييد اسرة صالحة ، لا ضحية التِكْنُولُوجيا.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN