تجلت قدرة الله في خلقه وكرمه في رحمته ، فأفاضت تلك الرحمة على خلائقه ، وتعالى في عطائه عن كل معطاء ، فلا تحصى نعمه ولا تحد خيراته {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18].
هذا الانسان الذي حباه الله بعطفه واجتباه من بين خلقه ، وافاض عليه من رحمته ، واسكنه في ارضه ، تلك النعم التي انعم الله بها على الانسان حري به ان يكون شاكرا حامدا لله جل جلاله ، لكثير نعمه ووفير عطائه ، ولكننا نجد البعض لا يظهر تلك النعمة او ذلك الخير الذي خصه الله له ، خوفا من الحسد او من السوء والضرر الذي يصيبه بعد ذلك ! .
هذه المواريث الجاهلة التي ترعرعت في مجتمعاتنا الشرقية هي نتاج لقلة الوعي وعدم الادراك الحقيقي للايمان الصحيح ، يتظاهرون بالمرض وهم اصحاء ويظهرون فقرهم وهم الاغنياء فيخفون نعم الله عليهم، بدواعي ان يصيبهم الحسد على تلك النعم فلا يحدثون بها ولا يظهرون مما اعطاهم الله خوفا من ان تسلبهم تدابير البشر ذلك العطاء الالهي ! .
ان الله يحب ان يرى اثار نعمته على وجوه عباده ، فحدثوا بنعم ربكم عليكم {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. ولا تخفوا عطاء السماء ، فهذا يدفع الانسان نحو الكمال ويبعث في النفس السكينة والاطمئنان .
فهؤلاء الذاكرون لنعم اللّه لا يعتريهم يأس وقنوط في الشدائد والهزات، ولا يصيبهم قلق واضطراب، قلوبهم هادئة ونفوسهم مطمئنة وقدرتهم على مواجهة المشاكل كبيرة. (1)
فعن الصادق (ع) : (ان الله يحب الجمال والتجمل ، ويبغض البؤس والتباؤس، فان الله عز وجل اذا انعم على عبد نعمة أحب ان يرى عليه اثارها ).
ولله در الشاعر حين قال :
اذا كنت في نعمة فارعها ** فان المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الاله *** فان الاله سريع النقم
فكونوا لله شاكرين ولعطائه حامدين ، ولاسمه ذاكرين ، ولأوامره صاغين عابدين ، فلا تخفى رحمته ولا يطفأ نوره ولا تحصى نعمه فجل جلاله هو الغفور الرحيم ..
__________________
1- تفسير الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي , ج15,ص388.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN