ان خير وسيلة يلجأ اليها الانسان هي الدعاء والابتهال الى الله سبحانه وتعالى في دفع السوء والمكروه ، فان بيد الله سبحانه وتعالى جميع مجريات الاحداث ، وهو لا غير القادر على انقاذ الانسان مما ألمَّ به من محن الدنيا .
فان الدعاء له اهمية بالغة في حياة الانسان فهو مفتاح النجاح ، وذلك لما في الدعاء من آثار تعود لصالح الانسان الداعي في الدنيا والآخرة ، فهو من أهم الوسائل وأعمقها في تهذيب نفس الانسان ، وهو مفتاح الرحمة والنجاح ، وهو شفاء من كلِّ داء ، وبه يردُّ القضاء ويدفع البلاء .
لقد اهتم الاَئمة من أهل البيت (عليهم السلام) بالدعاء اهتماماً بالغاً فقد جاء في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الاِمام الحسن (عليه السلام) : « واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والاَرض ، قد أذن لك في الدعاء ، وتكفّل لك بالإجابة ، وأمرك أن تسأله ليعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه.. فإذا ناديته سمع نداك ، وإذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، وأبثثته ذات نفسك ، وشكوت إليه همومك ، واستكشفته كروبك ، واستعنته على أمورك ، وسألته من خزائن رحمته مالا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الاَعمار ، وصحّة الاَبدان ، وسعة الاَرزاق ، ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب رحمته ».
والدعاء باب مفتوح للعبد إلى ربّه سبحانه ، يطلب العبد من خلاله كل ما يحتاجه في الدنيا من زيادة الاَعمار وصحة الاَبدان وسعة الاَرزاق والخلاص من البلاء والغم ، وذلك من أبرز القيم الرفيعة عند الاَنبياء والاَوصياء والصالحين ، قال الاِمام الصادق (عليه السلام) : « عليكم بالدعاء ، فإنّ المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله والمسألة ، فارغبوا فيما رغبكم الله فيه ، وأجيبوا الله إلى ما دعاكم لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله ».
الدعاء من أهم العوامل التي تسهم في بناء الاِنسان المؤمن ، لما فيه من العبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى .
فقد روى الشريف الرضي في "نهج البلاغة" عن أمير المؤمنين علي في كلام له عليه السلام أنه قال: «اعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذن لك في الدعاء، وتكفل لك بالإجابة وأمرك أن تسأله ليعطيك، وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يعيرك بالإنابة، إلى أن قال عليه السلام: فإذا ناديته سمع نداك، وإذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك، وأبثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك، واستكشفته كروبك، واستعنته على أمورك، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الأعمار، وصحة الأبدان، وسعة الأرزاق، ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته واستمطرت شآبيب رحمته، فلا يقنطنك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر النية وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله».
فان الدعاء فيه الكثير من المعارف الاسلامية والعلمية التي نحن بحاجة اليها في حياتنا اليومية، ومما لا ريب فيه ان الادعية المنصوص عليها فيها الكثير من التعاليم الاسلامية حول مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية وغيرها من القضايا التي نمارسها في حياتنا اليومية.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN