"ماذا لو أدركنا الموت بغتة ونحن جالسين الآن او غداً .. هل فكرتم ماذا سيحدث بعد ذلك أو كيف سيكون حالنا"!؟
كان الجميع يضحك حينها .. أتذكر محمد وقد أجابه ساخراً: " لا عليك يا صديقي .. الموت لا يأخذ سوى الجيدين ولا حاجة له بنا ههههه"!
ضحك الجميع ثم تجاهلوا الأمر بعد أن صرخ ماهر: " سكوت .. بدأت اللعبة".
أما أنا فقد أخذت أتأمل قليلاً بما قال علي .. والذي ضحك أيضاً ثم التفت ليشجع فريقه المفضل (ريال مدريد) في لعبة مهمة له ضد نادي (برشلونة)!
لم يأخذ الأمر مني كثيراً فقد تفاعلت معهم أيضاً، حيث الأجواء الحماسية من صراخ وغضب وتشجيع ومشاجرة عن تأريخ الفريقين ..
أتذكر ذلك جيداً .. أتذكرهم وهم في ريعان شبابهم، يملأون عين الشمس، فكيف للتراب أن يملأ عيونهم بهذه السرعة!
علي، محمد، ماهر، مصطفى، صادق .. أين أنتم؟ هل أخطأ الموت في هذه المرة أم كنتم أهلاً لعشقه!؟
أصدقائي .. أم أقولها (أزدقائي) كما كنا نقولها .. ما بكم لم لا يجيبني أحد! لا زال صوت ضحكاتكم يملأ أُذنيَّ!
ماذا عن المباراة القادمة .. من سيحضرها معي؟ مع من سوف أتشاجر بعد اليوم .. أجيبوني لم الصمت!؟
علي .. لم تفعلها سابقاً، لم ينتهي اتصالي على هاتفك دون جواب من قبل، لقد اتصلت مراراً يا صديقي وما من مجيب: " المشترك لا يرد حاول الإتصال في وقت لاحق".
أي وقت لاحق هذا وقد مضى أكثر من ثلاث ساعات على رحيلك .. كم أنتظر بعد وأنا كالموت لا أطيق الإنتظار!
كيف تركتكم ذلك اليوم، ألم تختاروا غير بغداد مكاناً للتبضع والتنزه!
ماذا سيحدث الآن يا أصدقائي أو ماذا حدث وأين أنتم الآن .. هل لديكم من الزاد ما يكفي لتمضوا بسلام أم إن الأمر لا يحسب هكذا مع المغدورين .. الشهداء!؟
ولكني أعلم أنكم ستتنافسون هناك أيضاً وستقفون بين يدي رب كريم يندم المرء على الذهاب إليه خالي الوفاض!
ماذا عني الآن وكيف لي أن ألحق بكم والموت لم يمنحني هذا الوسام بعد، لم يعشقني .. فقد علمت إنه يعشق فجأة ولا يستمع للراغبين!
-أحمد .. أحمد .. أحمددددد!! "ما بك شارد الذهن لقد أنتهت المباراة هيا بنا نذهب لنستعد للموت فقد يأتي بغتة كما قال علي هههههه".







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN